فنان جميل

يعرفه الكثيرون كفنان واستاذ وعالم في فنون الموسيقى واسرارها. وهو واحد من القلة التي تحاول ان تضفي شيئا من الطراوة الثقافية على جفاف حياتنا في بلد الالف مانع ومانع. شغفه بالموسيقى منذ صغره دفعه لان يتغرب لسنوات طويلة لينهل المعرفة الموسيقية من منابعها في افضل الجامعات الغربية، وهكذا كان حيث انطلق في نهاية ثمانينات القرن الماضي الى اميركا لتعلم فنون العزف الموسيقي، وليتعرف على اسرار واحد من اجمل الفنون التي عرفها الانسان طوال تاريخه، فلا حضارة من دون فن، وليس في الفنون ما هو اكثر رقيا من الموسيقى.
عاد من اميركا بعد سنوات بشهادتي البكالوريا والماجستير ودعمهما بعد ذلك بشهادة الدكتوراه في التأليف الموسيقي من 'اكاديمية شوبان الموسيقية' العريقة في بولندا في ،1999 وهكذا طوع العود الشرقي والبيانو الغربي لاصابعه والف بهما اجمل الالحان.
عاد إلى وظيفته الفنية والادارية في كلية التربية الاساسية التابعة للهيئة العامة للتدريب والتعليم التطبيقي، وصعد السلم بمثابرة، وهو يدرس مادة التاريخ الموسيقي ويعلم العزف على آلتي العود والبيانو، حتى تبوأ منصبه في السنوات الاخيرة كنائب ومن بعدها كرئيس لقسم التربية الموسيقية.
والان، لو قمنا باحصاء محبي هذا الانسان الفنان، ليس بالضرورة لشخصه بل لما يمثله من فن واصالة، في بلد الجمود والتعصب والانغلاق الفكري هذا، لما وجدنا مشقة في ذلك، فالموسيقى، ومن يعمل في مجالها، في مجتمع الرياء والنفاق الذي نعيش فيه، لا تلقى ما تستحقه من احترام وتقدير هي والعاملون بها، بسبب موروثنا اللاحضاري والمتخلف. وعليه يمكن القول ان اعداء هذا الانسان او المتربصين به كثر، سواء كانوا من الكارهين لما يمثله من انفتاح وفن او لما يتقلده وظيفيا من منصب. وبالتالي لم يكن مستغربا ورود اسمه ووظيفته بصراحة ووضوح، وهو المواطن البريء، الى ان تثبت ادانته حسب القاعدة القانونية المعروفة، في الوقت الذي حرصت فيه الصحف نفسها التي اوردت اسمه في حادثة ما، وفي اليوم نفسه، على التستر على اسم مهرب خمور وتغطية وجهه لكي لا تسيء له ان ثبتت براءته من التهمة تاليا!
نحن لا نحاول هنا الانحياز لطرف ضد اخر، ولكن من الواضح ان الاستاذ عامر عبدالكريم جعفر، رئيس قسم التربية الموسيقية في كلية التربية الاساسية، والحاصل على شهادة الدكتوراه في التأليف الموسيقي، كان يستحق معاملة اكثر احتراما، لا كفنان ومسؤول ومرب فقط، بل وكإنسان، على اقل تقدير!
***
ملاحظة: اخبرنا أحد العاملين في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي ان الاعلان الذي نشر في الصحافة والموجه لابناء الهيئة فقط بخصوص وجود ثلاثة شواغر لمنصب نائب مدير عام، لم يكن غير محاولة لذر الرماد في الوجوه، لا العيون فقط، حيث ان المرشحين تم اختيارهم قبل نشر الاعلان بفترة!

الارشيف

Back to Top