خيرية النصب والاحتيال

يبدو ان مساعي وفود وزارة الخزانة الاميركية للكويت وطلباتها الملحة بضرورة مراقبة اموال جمعيات العمل الخيري قد بدأت تؤتي أكلها.
فقد طلبت وزارة الاعلام من جميع الصحف والمجلات الصادرة في الكويت ضرورة الالتزام بعدم نشر اعلانات محظور نشرها، تتعلق غالبيتها بأنشطة الجمعيات الخيرية بالذات، الا بعد مراجعة الجهات المختصة.
وعلى الرغم من قيام وزير الاعلام مشكورا بسحب ذلك الاعلان في الوقت المناسب، فانه من الصعب عدم الاتفاق مع بعض ما ورد فيه من ايجابيات تتعلق باحترام انفسنا من خلال احترامنا للآخر، ولكي لا نصنف دولة راعية او ممولة للارهاب. ومن الامور الخطرة التي يتطلب الانتباه اليها في هذا السياق ما يتعلق بنشر او لصق شعارات تمجد بعض الاحزاب الدينية داخل الكويت او في دول فيها نزاعات عرقية او دينية.
كما ان نشر اعلانات عن العلاج بالرقية الشرعية لصبية لم يبلغوا الحلم او لمن يمتلك لحية كثة يجب ان يوضع له حد، فالممارسة برمتها غير قانونية وغير اخلاقية اصلا. كما يحتاج الامر إلى تدخل من السلطات الصحية في ما يتعلق بإعلانات الاغذية التي يدعي بائعوها قدرتها على شفاء عدة امراض، كعسل الزفتاوي او الخرباوي!! اما اعلانات طلبات الدية، سواء لمواطنين او لمن هم خارج الكويت فإن نشرها بين الفترة والاخرى يثير الكثير من الشجون وعلامات التساؤل!
وفي هذا السياق يذكر أن المراقبة الوزارية لعمليات جمع الاموال، وخصوصا في 'جمعية اعانة المرضى'، دفع بعض مسؤوليها للجوء لاساليب ملتوية لجمع الاموال.
ورد في 'الوطن' 4/25 ان مسؤولة سابقة في المستشفى من المتعاطفات سياسيا ودينيا مع جمعية خيرية قامت بإخفاء مستندات وبيانات لمتبرعين لمصلحة مرضى مستشفى يقع في منطقة الصباح الطبية. وان هذه الموظفة التي كانت تعمل رئيسة مكتب الخدمة الاجتماعية هناك، كانت طوال سنوات تقوم بجمع التبرعات من الخيرين ولا تقوم بتدوين بياناتها في السجلات الخاصة بمثل هذه الامور. وانها فوق ذلك تحاول الآن انشاء مكتب خاص داخل المستشفى لجمع التبرعات لمصلحة اللجنة 'الدينية' التي تعمل بها. وقد كشفت المسؤولة الحالية هذا التلاعب في تبرعات المواطنين لمرضى المستشفى!!
وهكذا نعيش كل يوم لنرى العجب من تصرفات جمعيات تصر على ان تصف نفسها بالخيرية.

الارشيف

Back to Top