كونا '.. و'دي جي' إسلامي

بدأت اشراقات استلام الشيخ مبارك الدعيج لرئاسة وكالة الانباء الكويتية (كونا)، تهل عليناِ فقد ذكر في اول تصريح وصورة تنشر له في الصحافة، بعد ان اصبح رئيسا لمجلس ادارة وكالة الانباء الكويتية (كونا) ومديرها العام، بأنه يتطلع الى تفعيل دور الوكالة لتلعب دورا في تصحيح صورة الدين الاسلامي الذي يرفض العنف والارهاب!
ولا ادري من اين استقى الرئيس هذا الدور والهدف لوكالة انباء! وهو حتما ليس من بين الاهداف التي انشئت من اجلها الوكالة، سواء كانت هذه، او اي وكالة انباء اخرى!!.
فالدفاع عن دين الدولة واجب كل جهاز ولا يحتاج الجهر به من خلال جهاز اخباريِ كما ان قيام جهاز مثل وكالة الانباء بمحاولة خلق صورة للاسلام تبعده عن العنف والارهاب، قد يدفعها لنشر الساذج من القصص والاخبار والخروج عن اطارها المعروف والمحدد كوكالة استلام الخبر ونشره بعد التحقق من صحته، وبالتالي وضع الحكومة والجهات السياسية الاخرى في الجو المناسب قبل اتخاذ القرار، هذا ان تطلب الامر ذلك.
نحن لسنا ضد قيام اي جهة بالدفاع عن دين الدولة بالطبع، ولكن مجرد نشر مثل هذه التصريحات سيؤدي الى تغليب اتجاه 'سياسي ديني' محدد داخل الوكالة على جانب آخر اكثر مهنية وابتعادا عن صراعات الاحزاب الدينية المحلية، فما هو الموقف الذي سيتخذه رئيس الوكالة في حال استلامه لخبرين 'دينيين' متضادين: الاول يحظى بتأييد جهة داخل الوكالة واخرى تعارضه؟ وكيف سيتصرف المدير العام في حال ورود خبر غير صحيح ولكنه يصب في الهدف الذي حدده للوكالة والقائم على رفض إلصاق فكرة العنف والارهاب بالاسلام والمسلمين، وورود خبر آخر صحيح في الوقت نفسه ولكنه لا يصب في صالح الاتجاه الجديد للوكالة ويتعلق مثلا بحادثة قيام مسلحين من حركة 'حماس' التابعة للتنظيم العالمي لحركة الاخوان المسلمين بخطف او قتل رهائن من صحافيين غربيين، او غيرهم؟ هل سيقوم الشيخ مبارك الدعيج عندها بتأكيد الخبر الاول، بالرغم من عدم صحته، فقط لانه يصب في هدف الوكالة الجديد، ويقوم في الوقت نفسه بنفي او تجاهل الخبر الآخر، بالرغم من صحته، لا لشيء الا لانه لا يتفق مع الهدف الجديد الذي وضعه للوكالة؟! نتمنى ان نسمع ردا من الرئيس على هذا الوضع المحير!
مؤسف ان تتحول وكالة انباء الى داعية دينية، فما اكثر الدعاة لدينا وما اقل فائدتهم، وايضا ما اقل حيلتنا معهم.
لقد تأملنا خيرا بالتغيرات الاخيرة التي حاول وزير الاعلام ادخالها إلى الوكالة ولكن يبدو ان الجهات الدينية المسيسة اقوى من اي طرف كان.
***
ملاحظة
قام المطرب 'فِ سعد' بتوزيع بوسترات وبروشرات يهنئ فيها 'الجميع' برمضان، ويزف من خلالها استعداده للقيام بزفات 'الهبان' والدق على 'الطيران' وتصوير الاعراس والغناء فيها، والاهم من ذلك توفير 'دي جي اسلامي' لمن يريد زفافا او فرحا اسلاميا!!
الم اقل ان الانحطاط، واستغلال الدين في كل شاردة وواردة، قد بلغ مبلغه.

الارشيف

Back to Top