ترشيحات السيد الزلزلة

لم اتوقع عدد ما وصلني من ردود مؤيدة ومعترضة على مقال ترشيح وزير التجارة للسيد حسن ميرزا لتولي منصب مدير عام هيئة الصناعة! ويبدو انني اثرت شجون الكثيرين ومسست عرقا طائفيا لدى البعض الاخر.
لقد ذكرت، واكرر التأكيد هنا مرة ثانية، ان الامر لا يتعلق بهذا الاختيار بالذات فالمشكلة عامة والطائفية بدأت تنخر، عميقا هذه المرة، في جسد الامة الذي اصبح مليئا بالاخاديد والثقوب.
ان عمر هذه الحكومة المتوقع لن يتجاوز في احسن الاحوال سنة واحدةِ ومن الخطأ الجسيم، بالتالي، قيام اي وزير بإجراء تعيينات او تغييرات رئيسية في الوزارة التي يشغل حقيبتها حاليا وهو على غير ثقة من عودته لادارة الوزارة نفسها، كما لا يخفى هنا التأثير النفسي السيئ على كبار موظفي هذه الجهات في حال تعيين مدير او وكيل عليهم من خارج جهازهم الاداري.
ان ما يسري على وزير التجارة يسري كذلك على وزير المواصلات، والمحسوب على الحركة الدستورية، فرع تنظيم الاخوان المسلمين العالمي، والذي سيقوم قريبا بتقديم ترشيحه لوكيل وزارة جديدِ والامر يسري كذلك على وزارة الصحة المقبلة على تغييرات ادارية واسعة!
لا نود هنا ان نصدق ما يشاع من ان الدافع وراء قيام الوزير السيد زلزلة بترشيح مدير جديد للصناعة، وهو الذي كان نائبا صادقا في رأيه ومدافعا عن الحق، يعود الى رغبته في كسب قواعد انتخابية جديدة وتقوية وضعه التنافسي، خاصة بعد ان تضعضعت كوادره الانتخابية مؤخرا وانخفضت حظوظه في اعادة انتخابه!
ان سمو رئيس الوزراء مطالب بالاصرار على إبقاء موظفي الدرجة الاولى في مناصبهم في الوقت الراهن، والى ما بعد الانتخابات النيابية المقبلة.
* * *
ملاحظة:
كتب لي 'البروفيسور' قائلا ان ما كتبته من اعتراض على ترشيح السيد حسن ميرزا نابع من رغبتي في التزلف للطرف الآخر! فرددت عليه بالقول: انني رجل اعمال واسع الثراء، وفخور بما حققت من نجاحِ لا ارتاد الديوانيات، ونادرا ما اذهب لتأدية ما يترتب علي من واجب عزاء او تهنئة بفرحِ لا توجد لدي اي طموحات انتخابية من اي نوع كانتِ ومكتف بحلقتي الاجتماعية الضيقة!! وبالتالي فإنني غير مجبر لتملق أحد او للتزلف لأي طرف، فالجميع عندي سواء، وخصوصا عندما يتعلق الامر بالامور العقائدية.

الارشيف

Back to Top