سوء الظن والسعادة

دأبت في السنوات الماضية، وعبر مقالات عدة، على كشف ألاعيب عدد من المدعين والمحتالين في مجتمعنا، وما أكثرهمِ الذين حاولوا، عبر مختلف وسائل الإعلام، خلق هالة حول أنفسهم إما بادعاء حصولهم على شهادات دكتوراه 'عالمية' من غير تحديد اسم الجامعة او الدولة، او نشر خبر منحهم جوائز دولية او اشاعة تحقيقهم إنجازات علمية! وقد تعرضنا في سبيل ذلك للأذى المادي والأدبي، اما من خلال تلقي شتائم على الهاتف مصحوبة بتهديدات فارغة او برفع قضايا علينا لدى المحاكم، وهذا ما حصل بالفعل في اكثر من خمس حالات!
في سعينا المستمر لكشف ألاعيب هؤلاء المدعين، قمنا، فوراطلاعنا على ما نشر في الصحافة المحلية بشكل واسع عن حصول احد المواطنين على عضوية مجلس ادارة international academy for t.v. arts & science المرموقة والمعروفة عالميا، والتي تعتبر جائزة 'أيميز' التي تمنح لأنجح وافضل الأغاني على نطاق العالم أجمع، احد اهم انشطتها، قمنا بالاتصال برئيسها مباشرة للتأكد من صحة شكوكنا المتعلقة باختيار الاكاديمية للسيد عبدالرحمن السعيد، نائب الرئيس والعضو المنتدب للشركة الكويتية للتمويل والاستثمار في الكويت كعضو في مجلس اداراتها، لشعورنا بأن لا علاقة للسيد السعيد، حسب علمنا، بالفنون والعلوم التلفزيونية، بل هو خبير مالي متخصص في الاستثمار والتمويل، وبالتالي ليس هناك ما يبرر اختياره هو بالذات!
الجواب جاء، بطريقة غير مباشرة، مخيبا لظنوننا وشكوكنا، ولكنه كان، في الوقت نفسه، سارا ومفرحا!
فحصول مواطن كويتي على عضوية هذه الاكاديمية المرموقة، ذات السمعة والبعد العالميين، ليس بالامر الهين او العادي الذي يمكن المرور عليه دون الشعور بالفخر ودون تنويه واشادة.
فمشاركة الكويت، من خلال السيد السعيد، في انشطة هذه الاكاديمية ستكون لها نتائج ايجابية عديدة، وعلى اكثر من صعيد، وستتجاوز بالتأكيد أهمية ما تقوم به عشرات من مكاتبنا الخارجية والداخلية المناط بها مهمة اظهار صورة الكويت الحضارية المتسامحة، والتي حاولت قوى الظلام، على مدى العقود الماضية، طمسها بطين التخلف الممجوج.
نتمنى للسيد عبدالرحمن السعيد التوفيق، ونبارك له ولمحبي هذا الوطن الصغير هذا الاختيار، ونعتذر له لما اعترانا من سوء ظن وشكوك، فالمدعون، وما أكثرهم في وطننا، لم يتركوا مكانا في نفوسنا لحسن الظن والطيبة.

الارشيف

Back to Top