الصراحة المطلوبة

ألقت السلطات الأمنية قبل أيام القبض على مواطن ايراني حاول تهريب بودرة الهيرويين عن طريق نثرها كغبار ضمن شحنة من السجاد، وقيل ان الكمية التي تم كشفها تقدر بطن من مادة الهيرويين، لكن الكثيرين شككوا في ذلك لاستحالة حدوثهِِ وهذا موضوع آخر!
كما ورد في صحف الاحد 18/9 ان رجال الأمن قاموا بإلقاء القبض على 10 أفراد من الممرضات والوسطاء ممن كان لهم دور في فضيحة رشاوى لتسهيل عمل الممرضات في وزارة الصحة في الكويت!
الغريب في هذين الخبرين وآلاف الاخبار المماثلة الاخرى التي حدثت في السنوات السابقة منذ أيام فراش البلدية المشهور، هو اختفاء العنصر 'الوطني' لابس الدشداشة من على شاشة التحقيق او الاتهام!
فالأشرار والمجرمون والمهربون والقتلة والسفلة هم في جميع الاحوال من غير المواطنين!
فكيف يمكن ان نصدق ان بإمكان مهرب ايراني جلب 'طن' من الهيرويين، او حتى من السجاد الملخوط بالهيرويين دون ان تكون هناك جهة ما محلية، فردا او شركة، قد قامت بالتعاون معه، بعلمها بعملية التهريب او بغير ذلك؟ فاستيراد سجاد يبلغ وزنه طنا يتطلب وجود مستندات شحن رسمية مصدقة ومنها شهادة استيراد لا تمنح الا لمواطن او لشخصية اعتبارية كويتية.
وزيارة شخص إيراني للكويت تتطلب دعوة رسمية يصعب الحصول عليها في هذه الأيام بالذات! أما إذا كان صاحب إقامة في البلاد فمن هم كفلاؤه أو شركاؤه؟
اما قضية الممرضات فمن الصعب ان نصدق ان العملية برمتها، من ألفها إلى يائها، من صنع 'أجنبي'! وان الكويتي الفقير البريء لم يكن له يد فيهاِ وان هؤلاء 'الأجانب الأشرار'! هم الذين حصلواعلى كامل مبالغ الرشاوى لأنفسهم ولحسابهم، والتي قيل انها قاربت ثلاثة ملايين دينار، أي 10 ملايين دولار اميركي! وان صح ذلك فإنها تعتبر اكبر عملية نصب واحتيال قام بها مقيمون اجانب في تاريخ الكويت الحديث دون تعاون تقني محلي، وهذا يرشح هذا الخبر للدخول في موسوعة 'غينيس' للأرقام القياسية.
على سلطات الأمن والتحقيق مصارحة المواطنين بحقيقة من يقف وراء مثل هذه الجرائم، فالكويت ليست مدينة ملائكة، وربما يكون العكس هو الصحيح بعد ان تغيرت وانقلبت المعايير والمقاييس، حيث اصبح مدعي التدين هو الشريف وصاحب اللحية الكثة هو الصادقِِ وحالقها بالتالي كاذب مارق لا ذمة له ولا ضمير.
***
ملاحظة:
ورد في مقال للزميل عادل القصار ان هناك مخيما مسيحيا للمراهقين الاميركيين، شكك الزميل احمد البغدادي في وجود مخيم 'مسيحي'، فرد عليه الزميل القصار مؤكدا ذلك طالبا منه من البغدادي، الاطلاع على موقع المجلة الالكتروني www.usinfo.state.gov، ليتأكد من صحة ما ورد في مقاله.
دفعني الفضول للاطلاع على موقع المجلة، فتبين لي أن لاعلاقة له بمجلة او جريدة، وهذا واضح من عنوانه، بل هو خاص بنشر نشاطات الحكومة الاميركية واخبارها السياسية والاقتصادية وغيرها، ولا علاقة للموقع بالتالي بمخيم للشباب، مسيحيين كانوا ام يهودا! وعليه، فإن ادعاء الزميل القصار، حتى الآن، غير صحيح.

الارشيف

Back to Top