فضة فوزي و'تنك' الآخرين

'ِِ عندما تزيد نسبة وقيمة الفضة او الذهب في عملة ما عن قوتها الشرائىة فإن هذه العملة سرعان ما تختفي من السوق لتحل محلها عملة رديئةِِ'.
***
تقدمت الكويت رسميا بطلب ترشيح فوزي السلطان لمنصب المدير التنفيذي لبرنامج الامم المتحدة الانمائيِ وقد جاء ذلك خلال اجتماع مندوبة الكويت الدائمة لدى الامم المتحدة، السفيرة نبيلة الملا بسكرتير الامم المتحدة، وهي لعلم بعض الجهلة والمتخلفين من مشرعينا، امرأة قديرةِ ولكن هل السيد فوز ي السلطان 'خبير اقتصادي'، كما ورد في خبر 'القبس'؟ اذا كان الجواب بالنفي فيجب على وزارة الخارجية الكويتية سحب ترشيحه لكي لا تسيء قلة خبراته لوطنهِ اما اذا كان خبيرا اقتصاديا في مجال تخصصه، فلم لا تقوم حكومته بالاستفادة من خبراته الاقتصادية داخل وطنه الكويت؟ خصوصا اننا مقبلون على فترة ستزيد فيها الفوائض المالية للدولة بشكل كبير، ولا يبدو ان هناك من يعرف حقا كيفية التصرف بها او ازاءها، لقد سبق ان تقلد السيد السلطان مختلف المناصب المهمة، داخل الكويت وخارجها، وكان آخر تلك المهام رئاسته للجنة 'اصلاح المسار الاقتصادي'، التي بذل خلال فترة ادارته لها جهودا مضنية في وضع حلول وتصورات للكثير من الامراض الاقتصادية التي يشكو منها اقتصادنا الريعيِ كما توصل، والفريق الجاد الذي عمل معه، الى مجموعة من الحلول والاقتراحات التي كان من الممكن ان تغير، بصورة تدريجية، الكثير من اوضاعنا المالية والاستهلاكية المعوجةِ ولكن الحكومة اختارت بدلا من ذلك تأسيس مجلس اعلى للتخطيط والتنمية، والذي حل محل ما سبق ان كان يعرف بمجلس التخطيطِ ولم يكلف احد بالتالي نفسه السؤال عن مصير اقتراحات وتوصيات لجنة اصلاح المسار الاقتصادي او ما عليهم فعله بكميات الورق الهائلة التي دونت عليها دراساتهم!
كان من الممكن ان يبدأ مجلس التخطيط 'باكورة' اعمال من حيث انتهت لجنة اصلاح المسار، ولكن حتى هذه لم يتم الاخذ بها، لا لشيء الا لشغفنا التاريخي بإعادة اختراع العجلة المرة تلو الاخرى.
ان العملة 'التنك' الرديئة، التي تملأ السوق، هي التي طردت العملة الجيدة.

الارشيف

Back to Top