لماذا تسكت الحكومة عن إقامة المعسكر؟

مع تباشير صباح اليوم، السبت، ولستة أيام متتالية، ستقوم مجموعة من غلاة المتطرفين، الذين تدور حول البعض منهم أكثر من علامة استفهام، بإدارة أحد المعسكرات الدينية المقامة في منطقة صحراوية بهدف إعطاء 'الناشئة' دروسا في 'التثقيف الشرعي' !!!
الخطير في الموضوع ان الإعلان موجه لفئة محددة من الشباب، والأخطر من ذلك ان المشرفين على برامج وندوات ومحاضرات المعسكر هم مجموعة من غلاة رجال الدين، الذين تسموا بألقاب العلماء، والذين كانوا، ولا يزالون، من مؤيدي 'دولة طالبان الأفغانية' ومن المغرمين برجالها من جرذان المغاور!! كما عارضوا بشدة، عبر مختلف وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمشاهدة، تدخل قوات دول التحالف لتخليص الشعب الأفغاني والعالم الحر من شرور تلك الحكومة وتخلفها واستبدادها.
كما زادوا على ذلك بمعارضتهم الأشد، التي لم تخمد حتى بعد نجاح تجربة اجراء الانتخابات العراقية، للتدخل الاميركي في العراقِ وكانوا، ولا يزالون ضد دور وطنهم، الكويت في عملية تحريرها من قبضة صدام القذرِ كما انهم لم يخفوا يوما تعاطفهم الشديد والصريح مع 'فدائيي الفلوجة'، وغيرهم من ارهابيي العراق من زرقاوي الأردن الى صاحبه السوري.
من المؤسف والمخيف في الوقت نفسه ان يقام هذا المعسكر بعد أيام فقط من اعتراف اكثر من متهم بالاحداث الارهابية الاخيرة، بأنهم سبق وان تلقوا اوائل دروسه التخريبية من خلال معسكرات دينية مماثلة اشرفت عليها جمعيات حزبية دينية مشبوهة!!
ان عملية غسل الدماغ التي يتعرض لها الشباب المشارك في مثل هذه المعسكرات التي تحاضر فيها مجموعة من المغالين الدينيين، يجب ألا تمر هكذا، بل يجب ان توقف، وان توقف فوراِ فيكفينا ما تسببت به اقامة هذه المعسكرات من آلام وخسائر وخطر أمني على الوطن والمواطنين.
فهل تتحرك اجهزة وزارة الداخلية هذه المرة وتوقف اعمال هذا المعسكر، كما تحركت في موضوع 'حزب الأمة'؟ نأمل ذلك من كل قلبنا.

ملاحظة:
في مقابلة اجرتها 'الشرق الأوسط' السعودية مع وزير الأوقاف الكويتي، وردا على سؤال يتعلق بعدد الأئمة الذين تمت إحالتهم الى النيابة وفصلهم، ذكر الوزير المعتوق ان عددهم 17 تقريباِ وان هناك 680 خطبة جمعة في الأسبوع، أي 32000 خطبة في العامِ وان يتم ايقاف 17 إماما من 32000، فإن هذا يعني ان نسبة الموقوفين أقل من 1 في الألف (حسب طريقة حساب الوزير)، وهؤلاء الذين تم فصلهم، تم لأسباب لا علاقة لها بالفكر التكفيري (!!)
نشهد للوزير براعته في لف الحقائق، فمقارنة عدد الأئمة الموقوفين تكون بعدد أئمة الوزارة الاجمالي، وليس بعدد خطب الجمعة السنوية!!.
نرشح المعتوق ليكون وزيرا للرياضيات.

الارشيف

Back to Top