تأنيث التدريس والقولبة وعقود التدليس (2/3)

قامت وزارة التربية في الاول من اغسطس 2000 بالتعاقد مع شركة 'عربية' لتأليف وطباعة وتوريد كتب اللغة الانكليزية والمواد التعليمية للمراحل الثلاث: الابتدائية، المتوسطة والثانوية، وهو موضوع سبق ان تطرقنا له من جانب آخر.
بمراجعة سريعة للصور التي تضمنها احد الكتب المشمولة بالعقد والمتعلق بتعليم اللغة الانكليزية لطلاب الابتدائىة، نجد ان هناك محاولة حثيثة لخلق صورة نمطية في اذهان الاطفال الصغار لأفراد المجتمع، وبالذات للرجل والمرأة الكويتيين وللعامل غير الكويتي، حيث نجد ان جميع الصور التي تضمنها الكتاب للأم او الانثى البالغة تبدو فيها وهي محجبة، وحجابها محدد بشكل معين لا تخطئه العينِ كما ان كافة صور الرجل، او الشخص 'الكويتي' البالغ يبدو فيها بملابسه 'الوطنية' النظيفة والمكوية والفائقة الاناقة، والتي توحي وكأننا شعب غير عاملِ اما الصور التي تظهر الاسرة الكويتية وهي تتسوق مثلا فإن من السهل تمييز غير الكويتي فيها، والعامل البائع بالذات، حيث نجده بالبدلة الانيقة احيانا او بالدشداشة احيانا اخرى، ولكن من غير غطاء رأس!!
كما نجد في صور اداء الصلاة ان الامام كويتي دائما على رأسه عقال، على الرغم من عدم ارتدائه اثناء الصلاةِ كما نجد خلف الامام الاطفالِِ وغير الكويتيين!!
ان محاولة قولبة صور افراد المجتمع ووضعها بنمطية محددة تخلق، مع مرور الوقت، شعورا بالعنصرية والترفع لدى الطفل تجاه الآخرين.
وعليه فإننا نطالب السيد وزير التربية شخصيا بالتدخل في الامر، والحرص على تغيير الكثير من صور طبعات الكتاب القادمة، بصور ورسوم اخرى اكثر تمثيلا لفئات المجتمع، وعدم قصرها على فئة واحدة منه، فالمجتمع الكويتي المحكوم بدستور علماني ليبرالي ترفض الكثير من مواده مثل هذه التفرقة او القولبة، ونجد ذلك مطبقا على ارض الواقع، وهو ما حاول واضعو صور الكتاب الابتعاد عنه.
نكمل غدا الحلقة الثالثة والاخيرة.
***
ملاحظة:
نشكر جريدة 'الطليعة' لكونها المطبوعة العربية الاولى التي تخصص صفحة ملونة كاملة لأخبار 'الفئات الخاصة'، او المعاقين، في مجتمع لا يهتم كثيرا بجوهر الامور، ومتيم الى درجة الوله بالمظاهر، والكاذبة منها بالذاتِ ونتمنى على 'القبس' تخصيص صفحة مماثلة.

الارشيف

Back to Top