نتمنى على وزير الشؤون

لاحظ الكثيرون، وانا احدهم، ظاهرة الصبية الصغار الذين لا يتعدى عمر الواحد منهم العاشرة بكثير، والذين يقومون بالبيع والتسول عند الاشارات وتقاطعات الطرق في مناطق مختلفة دون ان تتدخل جهة ما لوضع حد لوجودهم الذي لا يشكل فقط عائقا أمام حركة المرور بل ويعرض حياتهم للخطر، اضافة الى ما يعنيه وجودهم حتى ساعات متأخرة من الليل من حالة بؤس هم فيها من غير تعليم او مأوى او تربية صحيحة.
وعلى الرغم من ان اكثر من زميل تطرق لاوضاعهم وكتب عنها، وطالب الجهات الامنية بالتدخل ومنعهم من التسول الا ان الوضع لم يتغير، إما لوجود جهة متنفذة مستفيدة تمنع التعرض لهم، او لان الجهات المعنية بالامر على غير استعداد للتعرض لهم من منطلق الشفقة، حيث انهم، كما تدل عليه هيئاتهم الخارجية التي تذكرنا بشخصيات مسرحية les miserables، ربما يكونون من المقيمين بصورة غير قانونية!!
وقد لاحظت القارئة 'هناد' تشابه زجاجات العطر الرخيص التي يقوم هؤلاء الصبية ببيعها لسائقي المركبات، وتبين لها ان من غير المعقول ان يتفق هؤلاء على بيع منتج محدد في النزهة او على طريق المطار وتقاطعات مشرف وبيان وشوارع العاصمة في وقت واحدِ وهذا يعني ان هناك جهة ما تقف وراءهم، وتقوم بتزويدهم بذلك المنتج الذي لا يوجد ما يماثله في اي جمعية او محل لبيع العطورِ مما يعني ان في الامر شبهة 'جريمة' منظمة!!
كما لفت نظر القارئة نفسها امر خطير اخر يتعلق بالربط بين حوادث اختطاف الاطفال التي تكررت في مستشفيات الولادة الحكومية بسبب 'خداي' اجهزة وزير الصحة الرقابية، وبين تشغيل هؤلاء الصبية غير محددي الهوية في الشوارع كمتسولينِ وهذا ان صح، والامر ليس بمستبعد ابدا، فإنه امر خطير لا يجب تجاهله.
وعليه نتمنى على السيد وزير الشؤون الاجتماعية، بالتعاون مع السيد وزير الداخلية، التدخل في الامر والتعاون ودراسة الظروف الاجتماعية لهؤلاء الصبية، والتحقيق معهم لمعرفة الجهات التي تقف وراءهم، والتي تقوم بتزويدهم بتلك العبوات المحددة الشكل التي يقومون ببيعها والتي لا يعلم احد حقيقة مصدرها او ما تحتويه من مواد! كما يجب منعهم بشكل تام من البيع او التسول في الشوارعِ وربما يتطلب الامر تدخل الجمعيات الخيرية لتمد يد المساعدة لهؤلاء الصبية بدلا مما تقوم بصرفه خارج الكويت، وزرع الشك بالتالي في نفوس القائمين على اجهزة الرقابة المالية العالمية!!
* * *
ملاحظة:
نتحدى أي جهة امنية، او غير ذلك، ان كانت تعرف عدد أفراد او فئات او جنسيات او اعمار او عدد حالات الولادة في مناطق البيوت الشعبية ومنازل الصفيح المنتشرة في مختلف مناطق الكويت، والتي من الممكن ان يولد فيها او يدخلها رضيع ويبقى فيها الى ان يبلغ العشرين او اكثر دون ان يحتاج الى ان يخرج منها، ودون ان تستطيع اي جهة امنية التعرض له! فسكان هذه المدن 'العشوائىة' يشكلون فيما بينهم مجتمعا متكاملا تزداد صعوبة اختراقه مع الوقت، وتجرى فيه عشرات المعاملات والتعاملات، وتمتهن فيه الكثير من المهن الخفيفة والمهاراتِ وتجمع بين قاطنيها، من المنتمين لمختلف الجنسيات، شبكة بسيطة، ومعقدة في الوقت نفسه، من علاقات الزواج والطلاق والولادة واليتم والتبني والجريمة والنصب والاحتيال والابتزاز والفقر والغنى والشهامة والوفاء والمروءة والخيانة والغيرة والحسد والتعليم والامية والسلاح والمخدرات والمتاجرة بالجنسية والهوياتِِِ وفوق رؤوس كل هذا الخليط من البشر توجد قبعة اخفاء سحرية تمنعنا جميعا من رؤيتهم والالتفات لهم ومساعدتهم!!
على بعد خمسة عشر كيلومترا من كل ذلك حقق سوق الاسهم اعلى ارتفاع في تاريخه حيث بلغت قيمة تداولات ذلك اليوم اكثر من 500 مليون دولار اميركي!!

الارشيف

Back to Top