المحرضون الحقيقيون

من المعروف ان للكويت معتقلين في غوانتانامو، وان هؤلاء لم يتم القبض عليهم في ضاحية صباح السالم أو شوارع حولي أو تم اختطافهم من مساجد الدعية وكيفان، بل كانوا جزءا صغيرا من مجموعة أكبر بكثير، تم القبض عليها في جحور تورا بورا ووديان قندهار وشوارع مزار الشريف وهي تشارك ـ من خلال تنظيم ارهابي، كانوا اعضاء فعالين فيه ـ في دعم حكم طالبان الذي كان من أكثر أنظمة الحكم تخلفا في التاريخ، وهذا على الأقل ما ذكر في اعترافات هؤلاء المعتقلين ورفاقهم الطلقاء من أمثال الناطق الرسمي في تنظيم القاعدة، المواطن الكويتي السابق سليمان بوغيث، الذي كان من الممكن ان يكون، أو ربما سيصبح قريبا، احد معتقلي غوانتانامو.
وحيث ان هؤلاء المعتقلين لم يذهبوا الى افغانستان للسياحة والنزهة، بل بناء على دعوة ونصائح من هم أكبر سنا وأكثر ادراكا منهم، هذا الإدراك الذي ربما دفعهم للبقاء ضمن حدود مكيفات الكويت المركزية، فإننا مطالبون ـ قبل عقد المؤتمرات الصحفية لمحاكمة اميركا ووصفها ب 'الطوفة' التي لا تسمع والمبالغة الفجة في القول ان صدام لم يمارس مع أسرانا ما تمارسه اميركا مع محتجزينا في غوانتانامو ـ إننا مطالبون قبل كل ذلك، ونحن هنا لسنا في معرض الدفاع عما تقوم به اميركا، بالتساؤل عن الجهات التي دفعت بهؤلاء المغرر بهم للذهاب الى افغانستان، بعد ان شحنت اذهانهم وزينت لهم عملية الموت في صفوف طالبان والقاعدة كأنها شهادة تضمن لصاحبها دخول الجنة، فهؤلاء الذين غرروا بهؤلاء، وبالآلاف غيرهم، هم الذين تجب محاكمة نهجهم وفضح اساليب عملهم، التي ادت في نهاية الأمر لأن يكون غيرهم من الجهلة وقودا لنيرانهم وأدوات في حروبهم، فهل نتعظ ونتعلم؟
ملاحظة: ارتسمت ابتسامة ذات مغزى على شفتي صاحبي وهو يقرأ بصوت عال اسماء اعضاء لجنة حقوق الإنسان البرلمانية (السادة برد وطبطبائي وعكاش) وقال ان من المعروف انهم جميعا من غير المؤمنين بمبادئ حقوق الإنسان، والمعترف بها من كل دول العالم، وان لهم تفسيرهم 'الكويتي' الخاص لغالبية بنودها 'فكجا مرحبا' وهؤلاء وحقوق الإنسان.
* * *
ملاحظة:
نهنئ عبدالله الفارس على تثبيته وكيلا اصيلا لأمن الدولةِ كما نهنئ الفاضلة مريم العبدالسلام على ترقيتها وكيلا مساعدا في وزارة التجارة.

الارشيف

Back to Top