تعال فهمني

لا أعتقد ان هناك كلية جامعية في دولة تحترم نفسها لا يعلم المنتسبون والملتحقون للدراسة فيها مصيرهم وطبيعة أعمالهم عند تخرجهم فيها كما هي حال خريجي كلية الشريعة في جامعة الكويت!.
فهذه الكلية تقوم سنويا بضخ مئات الشباب من الجنسين في سوق العمل دون ان يجدوا وظيفة تناسب ما قاموا بتعلمه من فقه وسنة وتفسير وأحكام دينيةِ خاصة ان غالبيتهم ترفض، بكل إباء وشمم، العمل كوعاظ أو أئمة مساجد أو مأذونين شرعيين، ويسعون جميعا للعمل إما في مجال القضاء الواقف او كمحققين في وزارة الداخلية، وهو ما لم يهيأوا لأدائه لا من الناحية النفسية ولا من الناحية الدراسية، ولكننا نعيش في بلد العجائب.
أكتب ذلك بمناسبة ما ذكره الزميل مبارك شافي الهاجري، ('الوطن' 9/4) عن استلامه رسالة من مجموعة من الطلبة الدارسين في الاردن والمبتعثين من قبل وزارة التعليم العالي، تطلب منه التدخل ومناشدة وزير التربية والتعليم العالي، ومدير جامعة الكويت، للسماح لهم بالعودة الى الكويت لمواصلة دراستهم في جامعتها، بدلا من الدراسة في الجامعات الأردنية!.
الغريب في الأمر ان أولئك الطلبة لم يرسلوا الى الاردن لدراسة الزراعة او الصناعة او لمعرفة كيفية القضاء على ظاهرة التصحر، بل لدراسة الشريعة وعلى حساب وزارة التعليم العالي!.
إن هذا الأمر مضحك ومبك وغريب في الوقت نفسه! فاذا كنا لا نعرف الكيفية التي يمكن فيها استيعاب مخرجات كلية معينة من جامعة الكويت، فلماذا نقوم بصرف ملايين الدولارات على ابتعاث عدد من الطلبة للدراسة في الخارج للتخصص في المواد نفسها التي لا نعرف كيف نجد عملا مناسبا للمجازين فيها؟
تعال فهمني!

الارشيف

Back to Top