أحمد الكبيسي وبقية الشلة

سأل أحد المواطنين شقيقه الذي يترأس مجلس ادارة واحدة من أكثر الجمعيات الدينية تطرفا، عن حقيقة شخصية رجل الدين العراقي أحمد الكبيسي، الذي دار لغط كثير حول حقيقة مواقفه السياسية، فقال له انهم، أي في الحزب الديني الذي يديره، يعرفون هذا الرجل حق المعرفة، وانه مشبوه ويتاجر بالدين لتحقيق مآربه الشخصيةِ وعندما نقل إلي ذلك المواطن موقف شقيقه قلت له: لماذا لا يقوم شقيقك وجمعيته الدينية بفضح الرجل، وشهادتهم فيه تساوي عشرا من شهاداتنا؟ ولماذا تترك لنا دائما مهمة كشف حقيقة هؤلاء المتاجرين بالدين؟ فقال انه تحدث مع شقيقه في هذا الأمر وبرر رفضه القيام بذلك بأنهم غير معنيين بفضح أحد المحسوبين عليهم!.
ان ظاهرة السيد احمد الكبيسي وغيرها من الظواهر الأخرى لرجال ونساء كرسوا حياتهم لخدمة أغراضهم الشخصية عن طريق استغلال الدين، سوف لن تنتهي طالما قمنا بالتغطية عليهم وتجنب كشف ألاعيبهم.
ومن المؤسف ملاحظة ان موقف جريدة القبس، التي نعتز بها كثيرا، من مثل هذه الشخصيات لم يكن بالمستوى المأمول، حيث منعت لنا، وربما لآخرين، عددا لا بأس به من المقالات التي تعرضنا فيها لدور هؤلاء الدعاة المدعين ممن استفادوا من عملهم في مجال الدعوة الدينية لخلق هالة من الشعبية من حولهم، مكنتهم من الترويج لآرائهم السياسية من جهة، وجني ثروات كبيرة من عملهم الدعوي من جهة أخرىِ وقد ظهرت حقيقة هؤلاء جميعا ابان حرب تحرير العراق، حيث تباكى الكثيرون منهم على سرعة سقوط نظام صدام، الذي كانوا يتوقعون له الصمود، لكي يستمر عطاؤه لهم!.
ان الظهور المفاجئ للسيد احمد الكبيسي، رجل الدين العراقي، والمعروف بميوله الصدامية الواضحة ومواقفه الأكثر حدة ضد معارضي ذلك النظام البائد، في مسجد ابوحنيفة النعمان في حي الأعظمية ببغداد، لم يكن غريبا، فقد اشتهر هؤلاء 'الدعاة الأدعياء'، وما أكثرهم بيننا، بذكائهم المفرط في استغلال الظروف وركوب الموجات العالية وتبديل الأدوارِ علما بأن هذا الأمر ليس قاصرا على فئة بعينها، بل يشمل رجالا ونساء من كافة المذاهب الاسلامية بالذات، والنصوص التي تبرر هذا التحول أو ذلك الانقلاب في الرأي والموقف جاهزة.
والأيام المقبلة كفيلة بكشف حقيقة الكثيرين منهم.
***
ملاحظة:
لو قامت اميركا بالاستجابة الفورية لمطالبات كافة القوى 'القومية والوطنية' سواء داخل العراق أو خارجه بانسحاب قواتها المدنية والعسكرية من العراق، تاركة للعراقيين انفسهم، كما يطالب هؤلاء، مهمة اختيار حكومتهم الوطنية، فإن هذه القوى نفسها الوطنية والقومية، ستكون في مقدمة منتقدي انسحاب تلك القوات قبل انجاز مهمتها!!

الارشيف

Back to Top