دعوة النائب عبدالعزيز المطوع

وضع الاستاذ قلم الطباشير بين اصبعي وضغط عليهما فشعرت بآلام ورغبة شديدة في الصراخ، ولكن كبريائي، وانا لم اتجاوز الثامنة من العمر وقتها، منعني من البكاء بصوت عال امام زملائي في الفصل، اما دموعي فقد غالبتني وسالت بخجل على خدي موشية بمقدار ما كنت اشعر به من ألم.
اثار بكائي الصامت وكبريائي الواضح عطف الاستاذ، ويبدو انني 'كسرت خاطره' فحاول ارضائي بطريقته الخاصة، حيث اجلسني امامه واخذ ورقة بيضاء واسندها على مجلد كان على مكتبه، وانساب قلمه الرصاص على تلك الورقة يرسم ملامح وتقاطيع وجهي الحزين! بعدما يقارب نصف الساعة من الصمت المطبق سلمني الاستاذ اول، وربما آخر، 'بورتريه' في حياتي!
مر نصف قرن تقريبا على تلك الحادثة ولا تزال صورة ذلك الاستاذ بملامحه الوسيمة ملتصقة بمخيلتي ترفض مغادرتها، وكنت استعيد تلك الحادثة كلما رأيت او مررت بواحد او اكثر من اعماله الفنية العديدة التي اصبحت اشاهدها في المعارض الفنية والبيوت والمكاتب الحكومية.
لقد نسيت الالم بالطبع، ولكن لم انس ذلك الانسان الذي علمني وعلم عشرات الآلاف غيري طوال مسيرته التعليمية التي امتدت من اواخر الاربعينات (!) وحتى ما قبل سنوات، والتي عمل فيها بكل اخلاص وتفان كمدرس لمختلف المواد، وكوكيل وكناظر مدرسة، واضم صوتي بهذه المناسبة إلى صوت النائب عبدالعزيز المطوع واطالب مختلف الجهات الحكومية بالتحرك واقتناء مختلف لوحات هذا الفنان الذي جسد البيئة الكويتية القديمة خير تجسيد، سواء من الناحية الجمالية او من ناحية التوثيق للواقع.
كما اطالب جمعية المعلمين بالتحرك واخذ زمام المبادرة في مجال حيوي يختلف عما سبق ان دأبت عليه من ترتيب لرحلات عمرة ومعارضة وزير التربية، ومحاربة مبدأ الاختلاط في الجامعة، وذلك بترتيب مهرجان او حفل تكريم لهذا الاستاذ الجليل ودعوة طلبته للمشاركة فيه، وتقديم مختلف الاوسمة والهدايا التذكارية للاستاذ أيوب حسين تكريما لجميل اعماله في مسيرة التربية والتعليم.

ملاحظة:
نهنئ السيد جمال عبدالحميد خالد المطوع على اختياره رئيسا 'أصيلا' للمدراء العامين في البنك التجاريِ كما نهنئ البنك وأنفسنا بهذا الاعتراف شبه المتأخر بخبراته المصرفية الجيدة، وهو الاعتراف الذي كنا نتمنى صدوره من 'المركزي' منذ وقت طويلِ ولكن أن يأتي الأمر متأخرا قليلا خير من أن لا يأتي أبدا.

الارشيف

Back to Top