علاقة 'الخيشة' بالانترنت

فتح المواطن، والصديق، فيصل المسعود جهاز الكمبيوتر الخاص به وقام عن طريق الانترنت باصدار أوامر لصندوق بريده في الصفاة، والذي يمتاز بمواصفات آلية معينة، وطلب منه استلام عدد معين من البريد الوارد له.
استجاب الصندوق، ذو المواصفات العالية، لأوامره، وقامت سلطات البريد، بوضع اخطار في صندوق بريده في اليوم التالي تعلمه فيه بوجود 'خيشة' رسائل، وأن عليه استلامها (الخيشة: كيس مصنوع من مادة 'الجوت' الهندية يستعمل لحفظ الارز والشعير).
ما أن قام السيد المسعود بفتح الخيشة حتى وجد فيها عدة رسائل تنحصر تواريخ ارسالها بين 5/3/1998 و20/7/2001! كما تبين له أن جميع الرسائل التي احتوتها تلك 'الخيشة الالكترونية' لا تحمل أختام بريد الكويت! كما وجد داخلها مجموعة من الرسائل التي لا تخصه! ولاحظ أيضا أن كثيرا من المظاريف مهترئة بل وعلى بعضها آثار أحذية!.

نكتب هذه القصة الالكترونية بناء على ثلاثة أحداث:
1 ـ ما ذكره الزميل محمد مساعد الصالح (5/2/2002) عن رسالة بريدية مرسلة للسيد يوسف الشايع، حيث ذكر أنه استلمها بعد مضي 34 يوما على ارسالها من داخل الكويت.
2 ـ ما ورد في رسالة السيد فيصل المسعود لرئيس تحرير 'القبس' (الجمعة 8/2/2002) عن خيشة الرسائل التي وردت له في بريد الصفاة والتي احتوت على رسائل بمواصفات سبق ذكرها أعلاه.
3 ـ والأهم من أولا وثانيا ذلك التصريح الذي أدلى به وزير المواصلات، الشيخ أحمد العبدالله، ل'القبس' بتاريخ 8/8/2001 (أي قبل ستة أشهر بالتمام والكمال)، والذي ذكر فيه أن الوزارة تدرس حاليا طرح مشروع بريد 'متطور' يكفل للمشترك صندوقا بريديا فعليا ذامواصفات آلية معينة، بحيث يسمح للمشترك بأن يعطي أوامره من خلال الانترنت لاستلام ما يشاء من البريد القادم!.

لقد سبق أن كتبنا عن 'حلم' وزير المواصلات، ووعدناه بالعودة والكتابة عن مشروع تطوير أنظمة توزيع البريد بعد مرور ستة اشهر من تصريحه حسب طلبه، وها نحن نفي بوعدنا ونعترف هنا أن ما أصبحنا نراه الآن من سوء الخدمة البريدية وتردي مستواها وتخلف أنظمتها، وما تسببه من خسارة مادية ومعنوية واحراج ومضايقة للمرسل والمرسل اليه، وما أدت إليه من اساءة لسمعة الكويت قد فاق كافة أحلامنا، ولا أعلم شيئا عن احلام السيد الوزير أو أحلام وكيل الوزارة المساعد لشؤون 'خيش' البريد!.
يرجى اعادة قراءة الجزء الأول من المقال للأهمية، وشكرا.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top