المؤتمر السابع والعشرون

يقوم الكثير من الجهات بالترويج لكؤوس وجوائز 'دولية' تقوم بتوزيعها في احتفالات سنوية على عدد مختار من الشركات مقابل مبالغ مالية معينةِ وقد سبق أن كتبنا عن مثل انشطة الاحتيال تلك، وبينا ان اختياراتها لا تخضع لأي منطق، وان هذه الجوائز والكؤوس لا تعني شيئا ولا تستحق ما أنفق على كسبها من مالِ والعملية من أولها الى آخرها لا تعدو أن تكون محاولة ذكية لجمع المال بطريقة سهلة من السذج، او من محبي جمع الجوائز فارغة المعنى والقيمة!.
تسلمت شركة لي علاقة بها قبل فترة ترشيحا من 'المؤتمر الدولي السابع والعشرين لجوائز صناعة السياحة والفندقة والتجهيزات الغذائية' للفوز باحدى جوائز العام!! ولعلمي الأكيد بأن سجل الشركة الفائزة ومنجزاتها لا يؤهلانها للفوز حتى بكأس لا يتعدى ثمنها خمسة دنانير، دع عنك اختيارها بصورة أوتوماتيكية للفوز بجائزة دولية، فقد بدا لي واضحا أن الجائزة ومن يقف وراءها ما هم الا مجموعة من المحتالين الباحثين عن المال بأسهل الطرقِ وقد كتبت في حينها عن تلك المؤسسة وحذرت المواطنين من الوقوع في حبائلهاِ وقد استلمت قبل ايام مجموعة أوراق من قارئ كريم تضمنت 'مستندات' ترشيح المؤسسة السياحية الكبيرة التي يديرها للفوز بجائزة 'المؤتمر السابع والعشرين للسياحة والفندقة والخدمات الغذائية'!! وذكر الصديق انه يعتقد بأن الترشيح غير جاد وبأن في الأمر شيئا ما.
قمت من فوري بتعبئة كامل بيانات نموذج الترشيح المرسل للشركة الكبيرة والمعروفة لكن استعملت بدلا من ذلك اسم شركة صغيرة مغمورة أقوم بادارتها، وارسلت النموذج عن طريق الفاكس لمكتب الشركة في مدريدِ ما هي الا أيام حتى استلمت رسالة فاكس من مكتب ممثلية شركة الجوائز في بيروت تعلمني بفوز شركتي المغمورة بجائزة المؤتمر السابع والعشرين!! وقد طلب مني في ذلك الفاكس المسارعة في تنفيذ الشروط التالية لضمان الفوز ولكي يكون لي حق وضع شعار الجائزة على منتجات وخدمات ومراسلات الشركة:
أولا: اجراء حوالة مصرفية بقيمة ألف دولار كرسوم اشتراك في حفل توزيع الجائزة!.
ثانيا: تعبئة وارسال قسيمة المعلومات عن الشركة.
ثالثا: الحضور شخصيا لحفل استلام الجائزة في فندق محدد في العاصمة الاسبانية مدريد وذلك مقابل دفع مبلغ 2950 دولارا أميركيا للاقامة ليلتين في الفندق، اضافة الى الوجبات وخدمة النقل من والى المطار وصور شخصية لحفل توزيع الجائزة وبعض 'العطايا' التافهة الأخرى!.
وحيث ان الترشيح قد تم بصورة عشوائية ولم يتم عن طريق دراسة واستقصاء مسبقين، والدليل على ذلك ان نموذج قبول الجائزة الذي ارفق بخطاب الترشيح ارسل فارغا من أية معلومات، مما يعني ان بامكان أية مؤسسة ملء ما فيه من فراغ، فان الجائزة ـ ومن يقف من ورائها ـ لا تمثل أدنى جدية، ولا قيمة لها بالتاليِ وعليه فانني أكرر تحذيري للمواطنين من الوقوع في حبائل مثل هذه المؤسسات المتخصصة في 'اجمل' طرق النصب والاحتيالِ كما أدعوهم لعدم الاكتراث لصور النياشين الكثيرة والكؤوس والشعارات التي تقوم بعض الشركات الكويتية بوضعها على مراسلاتها ومنتجاتها وإعلاناتها.
احمد الصراف

الارشيف

Back to Top