التشخيص الجيد

أعتقد بان اهم ما يميز الطبيب الجيد عن غيره من الاطباء قدرته على 'قراءة'، او تحديد المرض بدقة، ما قرأته خلال الايام القليلة الماضية من ردود وردت من دِ الكندري ودِ نوال العجمي اكد لي صحة ذلك الاعتقادِ كما تبين لي ان من غير المستحب مواجهة او معالجة الحقد والتعصب بما يماثلهما.
بمراجعة مجموعة المقالات التي قمت بكتابتها قبل وبعد ظهور نتائج انتخابات الجمعية الطبية تبين لي، وببساطة شديدة ومن دون مبالغة او مواربة، انني ركزت على أمر واحد فقط لا غير، تعلق بضرورة ابعاد الجمعية الطبية عن ضغوط وتدخلات الاحزاب السياسية، وذلك عن طريق الدعوة لحجب التأييد عن مرشحي تلك الاحزاب، وهذا من حقي كمواطن، ولا حق لأحد في منازعتي فيه، ولم تأت مطالبتي تلك لرغبتي في التدخل في شؤون الاطباء او فرض الوصاية عليهم، وهذا ما لم اكن احلم به، ولست بقادر عليه اصلا، ولكن أتى من منطلق كراهيتي وبغضي لكل ما له علاقة بالتطرف والتحزب الديني السياسي.
وقد قارنت في مقالي الاخير بين ذلك الاصرار الذي أبدته حكومة طالبان بعدم التضحية ببن لادن، ولو ادى ذلك لدمار افغانستان، وذلك الاصرار الذي ابدته بعض الاطراف في مجلس ادارة الجمعية الطبية على ادخال عضو محدد فيها، ولو ادى هذا الامر الى دمار الجمعية، والمقارنة واضحة لأولي الألباب.
ومن هذا يتبين ان كل تلك الاوصاف التي قام دِ الكندري ودِ نوال العجمي باسباغها علينا من كريم خلقهما مثل وصفنا برأس التعصب، وباننا نهدف لقلب الحقائق، ونرغب في ترتيب الاولويات، ونستخف بالعقول الى درجة الاستفزاز، ونشتم الاطباء ونصفهم بالهوس والجهل والتشبيه بطالبان، وبان ما قمنا بكتابته خطيئة، واننا طرحنا انفسنا اوصياء ومرشدين اخلاقيين للاطباء، وبان لنا مصلحة شخصية في الكتابة عن الجمعية الطبية، وباننا فقدنا المصداقية، وانكشفت حقيقة مواقفناِِ إلخِ كل ذلك لا علاقة له بما كتبنا، ولم نكن بالتالي نستحق كل هذا الاهتمام اللفظي الغريب ممن انيطت بهما امانة القيام بواحدة من اقدس المهن في العالمِ ولا ادري حقيقة السبب الكامن وراء اصرارهما على الربط بيني وبين دِ العتيقي ومهاجمتنا بأقذع الالفاظ والرد علينا مجتمعين وتوجيه اللوم لشخصنا لعدم قيامنا بمهاجمته على ما ذكره في حق مجلس الادارة الحالي! ومن المفارقة المضحكة ان يطالبني أحدهما بالرد على الدكتور العتيقي ونقد تصرفه ويطالبني الآخر بعدم التدخل في شؤون الاطباء! علما بأنني لست مع هذا الطرف، ولا مع تلك الجهة، وكل ما أهدف له في كتاباتي وأسعى لتحقيقه اليوم وغدا وبعد غد هو محاربة كل جهة تدعو للتعصب المذهبي او الديني، وكل طرف يحاول الغاء الآخر، وهذه رسالتي وانتم احرار في فهم ما تشاؤون!

الارشيف

Back to Top