مركز التنفيع الطبي

تصلني بين الفترة والأخرى مجلة فصلية باسم 'تعريب الطب'! التي تصدر عن مركز تعريب العلوم الطبية في الكويت الذي يطلق عليه البعض مركز التنفيع من العلوم الطبيةِ والحقيقة أن مواد المجلة وطريقة اخراجها تجعلها مفيدة وذات قيمة كبيرة سواء للقارئ المتخصص أو الشخص المتعلم بدرجة معينةِ كما أن مواد المجلة تشبه كثيرا ما تتوقع وجوده في أية نشرة طبية دورية.
رغم هذه الميزة الا أن عنوان او اسم المجلة وما ذكر عن تأسيسها لا علاقة له كثيرا بموادها حيث ان ما تقوم به المجلة، بنظر الكثير من المتخصصين، من تعريب لا يعدو ان يكون عبثا لا طائل منه، حيث ان الاطباء العاملين في الكويت في واد وما تقوم المجلة بترجمته بطريقة، مضحكة أحيانا، في واد آخر!.
والأدهى من ذلك ان عملية الترجمة التي يقوم بها مركز تعريب العلوم والتي تنشر نتائج أعمالها في أعداد المجلة المعدودة، لا يمكن ان تكون وسيلة فعالة لتحويل أحد اكثر العلوم ثراء وسرعة في التغير والتطور في لغاتها الاصلية، والغربية بالذات، والى اللغة العربية وبالطريقة السلحفاتية التي تسير بها عملية الترجمةِ كما أن من الصعب تصور ذلك المغزى من وراء الاصرار على التعريبِ فالطبابة أصلا مهنة متخصصة تحتاج الى متابعة دورية ومستمرة لآخر الاكتشافات الطبية والأدوية وطرق العلاج الجديدة، كما يتضمن الأمر احيانا كثيرة مشاركة في ندوات ومؤتمرات تكون اللغة الانكليزية هي القاسم المشترك الأعظم فيهاِ وعليه، من المفترض ان يكون الطبيب ملما بصورة ممتازة بالمصطلحات الطبية على الأقل في هذه اللغةِ ومن غير المعقول بذل الجهد والمال وصرف الوقت الثمين على ترجمة ما هو معروف مسبقا بلغته الاصلية الى لغة أخرى لمجرد الترجمةِ كما أننا يجب أن لا نتوقع أن يكون أطباء واختصاصيو العلاج في العالم العربي على أحر من الجمر لقراءة نشرات مركز تعريب العلوم الطبية في الكويت للتعرف على آخر أخبار الادوية والعلوم الطبية الأخرى وقراءتها في اللغة العربية قبل المباشرة بتقديم المشورة الطبية أو القيام بالمعالجة المختبرية أو الجراحية!.
مجرد سؤال: متى سنفيق من سباتنا الذي طال كثيرا؟!.

الارشيف

Back to Top