أغرب شركة تأمين في العالم

'ِِ أقرت آراء الغالبية العظمى من فقهاء المسلمين على حرمة عقود التأمين التجاريِِ'.
خليل الشامي، رئيس مجلس ادارة الاولى للتأمين التكافلي (الوطن 25/3/2001).
***
صرفت احدى شركات التأمين الجديدة مبالغ كبيرة على حملتها الاعلانية في محاولتها التركيز على كونها اول شركة تأمين اسلامية.
بدأ الاسلام كدين وعقيدة وطريقة حياة منذ ما يزيد على اربعة عشر قرناِ كما يبلغ عدد المنتمين لهذا الدين اليوم، بطريقة او باخرى، نحو البليون، كما تدعي اكثر من 45 دولة بانها اسلاميةِ وطوال 1400 عام من الدعوة، ومن خلال بلايين البشر المسلمين الذين ولدوا وعاشوا وفارقوا الدنيا، ومن لا يزال منهم على قيد الحياة لم يسبق ان وردت في ملايين الكتب وعشرات ملايين الخطب وبلايين الاقوال، عن هذا وذاك، اي امر يتعلق بالتأمين ضد مخاطر الملاحة والحريق والسرقة او التأمين على الحياة او خطر فقدان الصوت او عضو او اكثر من اعضاء الجسم، وغير ذلك العشرات، بل المئات من انواع التأمين شديدة التعقيد، والتي حتى لحظة كتابة آخر حرف في هذا المقال، لا يعرف، او يسمع، 99999% من المسلمين او من غيرهم بها من قبل.
فعندما ندعي بان هذه اول شركة اسلامية فهذا يعني ان مسألة التأمين ضد مخاطر الحياة والتجارة والنقل كانت موجودة في الاسلام اصلا، ولكن لم يجرؤ، او يحاول احد، ان يضع الامر موضع التطبيق، حتى جاء اصحاب هذه الشركة وقرروا 'المخاطرة' وتأسيس شركة التأمين الاولى اسلاميا في تاريخ البشرية، منطلقة من دولة الكويت بالذات التي يصر البعض على الادعاء بان اسلامها 'غير شكل'!
فكيف يستساغ هذا الامر؟ وأين كان علماء وفقهاء وتجار المسلمين من مشاريع التأمين الاسلامية هذه علما بان نشاط شركات التأمين هو الاكثر ربحية في العالم على الاطلاق؟ وهل هناك امور وجوانب وفرص تجارية اخرى موجودة في الفقه والشرع لم يتم كشف النقاب عنها حتى اليوم؟
من المعروف ان لدى شركات التأمين فوائض اموال كبيرة تقوم عادة باستثمارها في ودائع مصرفية مقابل فوائد مجزيةِ وتشكل تلك الفوائد جزءا كبيرا من ارباح هذه الشركاتِ وعليه من حقنا ان نتساءل هنا عن الطريقة التي سيتم بها استثمار فوائض اموالها؟ وهل ستقوم مثلا بتكوين شركات لبيع السيارات والمتاجرة بالدجاج المثلج واستيراد فحم الشيشة، كما تفعل بعض المؤسسات التي لحفت نفسها برداء الدين الحنيف؟
ومن المعروف كذلك انه يستحيل قيام اية شركة تأمين في العالم، بصرف النظر عن حجمها، بالعمل بمعزل عن شركات التأمين الاخرى، وخاصة تلك التي تكبرها حجما بكثير او التي تتخصص في مجال اعادة التأمينِ كما ان شركة التأمين لا تقوم تحت اي ظرف من الظروف بالمخاطرة والاحتفاظ بكامل قيم عقود التأمين لديها، بل تقوم ببيع او اعادة تأمين جزء منها لشركات تأمين اخرى، وحيث ان الشركة الكويتية التي نتحدث عنها هنا هي الاولى اسلاميا، ولم تنشأ قبلها او بعدها شركات اخرى فكيف يمكن تصور عملها بمعزل عن شركات اعادة التأمين المحرمة اسلاميا؟
ان ثقتنا كبيرة في كفاءة اعضاء الهيئة الشرعية التي ستتولى مهمة الافتاء في هذه الشركة غير المسبوقة في نشاطها، ونحن على تمام الثقة بانها ستجد الحلول والاجابات المناسبة لتساؤلاتنا 'البسيطة والساذجة' هذه او لغيرها من الاسئلة المحيرة الاخرى، وستقوم حتما باصدار ما يلزم من فتاوى شرعية اسلامية بخصوصها.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top