أبناؤنا وبناتنا

بلغ عدد الطلبة الأجانب في كافة الجامعات الاميركية رقما قياسيا في السنة الدراسة الحالية حيث تجاوز النصف مليون طالب بين جامعي وما بعدها من دراسات علياِ وكان هذا الرقم أقل من 360 ألف طالب قبل ستة اعوام.
يعود سبب تلك الزيادة الكبيرة في عدد الطلاب الأجانب المنتظمين في الدراسة في مختلف الجامعات الاميركية الى التطورات الاخيرة والكبيرة التي حدثت في التجارة العالمية وفي الاتفاقيات التجارية العالمية التي تم توقيعها مؤخرا بين دول العالم والولايات المتحدة وإلى لجوء او اضطرار الكثير من دول العالم لاتباع أنظمة العولمة او 'الكلوبلايزيشن' وتحضير نفسها لعام 2002!
وبينت الارقام ان العديد من هؤلاء الطلبة قد قدموا من دول عربية او اسلامية تشتهر بصراخ مسؤوليها شتما وتهجما على الولايات المتحدة وما تمثله من هيمنة وتسلط.
وبهذه المناسبة اعلنت جامعة هارفارد الاميركية التي تتجاوز موازنتها السنوية الناتج القومي لكثير من دول العالم، ان قيمة محافظها المالية قد زادت هذا العام خمسة بلايين دولار لتبلغ 19.2 بليون دولار ويعود ذلك بشكل أساسي لسياساتها الاستثمارية الجيدة والحكيمة (!).
والآن، أليس من المضحك، او المبكي بالأحرى، ان تنجح مؤسسة تعليمية بحتة لا تسعى لتحقيق الارباح، في تحقيق تلك النسبة العالية من الارباح في الوقت الذي تفشل فيه مؤسساتنا المالية المحلية الرسمية وشبه الرسمية والمتخصصة والمدعومة بجيوش هائلة من الموظفين في الوصول الى ما يقارب تلك الارباح؟
وأليس من المؤسف، بل من المخجل حقا، ان نتظاهر ونحرق الاعلام الاميركية ونطالب بسقوط اميركا ثم نكتشف ان غالبيتنا، سواء من المتظاهرين او من اصحاب الحناجر القوية، على استعداد لبذل الغالي والرخيص لإرسال أبنائنا للدراسة في معاهد وجامعات اميركا وبناتنا للولادة في مستشفياتها؟.
احمد الصراف

الارشيف

Back to Top