الأمانة وساعة الخروج

أحال وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الاسلامية دِ سعد الهاشل تقرير لجنة التحقيق في الملاحظات الواردة في تقرير ديوان المحاسبة للسنة المالية 98/99 في شأن تجاوزات الأمانة العامة للأوقاف، والذي يتبين منه وقوع تجاوزات مالية كبيرة بلغت أكثر من 2 مليون دينار ونصف المليون 'فقط لا غير' الى السيد النائب العامِ ونحن لا نود ان نتطرق هنا لتلك التجاوزات التي نعرف عنها الكثير، حيث ان الأمر أصبح الآن بيد القضاء.
لقد سبق وتوقعنا حدوث مثل هذا الأمر منذ فترة، كما سبق وان نبهنا للوضع الغريب الذي تسير عليه الامانة العامة للاوقاف حيث تقع تحت يدي المسؤولين عن تلك المؤسسة خرافية الحجم والنفوذ مئات ملايين الدنانير وعشرات المشاريع ومئات الاستثمارات من دون حسيب او رقيبِ والمال السايب، كما يقول المثل، يعلم الحرام!
الغريب في الأمر هو تأخير ظهور هذه المخالفات والتي لم يكن من الممكن تخيل عدم وجودها في ظل تلك السياسة التي تسمح للأمين العام مثلا بالتبرع لأي جهة يريد ما يشاء من المال وتسمح له شخصيا ان يكون رئيسا لأكثر من لجنة في الأمانة، وهذا ليس بغريب، وان يكون في الوقت نفسه عضوا عاديا في لجان أخرى يرأسها موظفون يعملون تحت امرته في الأمانة، وهذا قمة التناقض والغرابة الإدارية.
لقد سبق وان كتبنا عن هذه الأمور وذكرنا الكثير من المخالفات التي وقعت فيها ادارة الامانة العامة في لقاء تلفزيوني جمعنا والأمين العام، ولكن لم يحرك اي من اعضاء مجلس ادارة المؤسسة 'ان وجد'، أو أحد مسؤولي وزارة الأوقاف الكبار ساكنا للسؤال عن مثل هذا الأمر وهذه المخالفات الشاذة.
ان الخطأ لا يكمن فقط في الأشخاص بل وايضا في اللوائح والقواعد المنظمة لعمل الأمانة والتي من الضروري مراجعتها وسد ما فيها من ثغرات كبيرة.
***
ملاحظة:
تقول القواعد والقوانين والنظم الادارية واللوائح ان دوام العمل في الوزارات والمصالح الحكومية ينتهي في الثانية والنصف بعد الظهر من السبت وحتى الاربعاءِ وهذا يعني ان حركة المرور بين الثانية والثالثة بعد الظهر يجب ان تكون، بناء على ذلك، الأسوأ والأكثر ازدحاماِ والحقيقة غير ذلك تماما حيث ان فترة الذروة في حركة المرور تكون من الواحدة الى الثانية بعد الظهرِ وهذا يعني ان ثلاثة ارباع موظفي الحكومة، والذين تبدو على محيا الكثيرين منهم مظاهر التدين والتقوى، تترك مكاتبها بين الواحدة والثانية ظهراِ فهل من مستفسر ومدبر ومحلل لهذا الوضع وهذا التناقض الواضح بين المظهر والمخبر؟
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top