الجهاد بالوكالة

أكاد أجزم بأنه لولا النفخ الكاذب والوعود البراقة غير الحقيقية التي قدمتها زعامات شتى الأحزاب الدينية في مختلف الدول العربية، وعلى رأسها الكويت، لأولئك الذين أرادوا ان يستقلوا بجمهورية الشيشان ذات الحكم الذاتي من الحكم الروسي، وتكوين جمهورية مستقلة ذات علم جديد ونشيد وطني وسلام جمهوري، أقول، لولا وعود تلك الجماعات لزعماء تلك الجمهورية بالوقوف بجانبهم وتقديم مختلف أنواع المساعدات لهم، لكان الوضع المأساوي الذي يعيشه شعب تلك المنطقة، التي كانت يوما ما دولة آمنة، قد تغير بشكل جذريِ ولما وصلت الأوضاع فيها الى ما وصلت اليه مؤخرا من هدم وتخريب تامين وشاملين وكاملين لكل مظاهر الحياة في عاصمة جمهورية الشيشان ومدنها، ولما فقد اكثر من 45 الف شخص حياتهم، وتشرد أكثر من مليون ونصف المليون من سكانها في مخيمات محاطة بالثلوج من كل جانب.
لقد دبج الكثير من نوابنا وكتابنا عشرات المقالات في رثاء من تم التغرير بهم وتشجيعهم على المشاركة في حروب الجهاد الشيشانية، والذين انتهى الأمر بهم للموت بعيدا عن وطنهم وأهاليهم وفي سبيل قضية كان الكل يعلم بأنها خاسرة منذ اليوم الأولِ ولا أدري لماذا لا يزال أولئك الذين غرروا بهؤلاء ودفعوهم للمشاركة في القتال في تلك البلاد بيننا ينعمون بدفء بيوتهم والبيات في أحضان أهاليهم، ولم يبادروا للمشاركة في حرب الجهاد تلك، وفضلوا بدلا من ذلك ارسال من ينوب عنهم لمقاتلة عدو مجهولِ ولماذا لم يحاول أحد من أولئك المطبلين والمزمرين والخطباء تشجيع وحث أولئك الشباب للمشاركة في جبهات قتال أقرب لنا وأكثر وضوحا(؟؟؟).
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top