ِِِِِِبراهين اليوسفي

اطلعت على غالبية الكتب 'الوثائقية' التي يشبه الكثير منها 'كتالوجات' التعذيب التي صدرت بعد التحرير والتي حاول فيها كتابها، أو أصحابها، تسجيل ما فعلته يد الغزو القذرة في هذه الدولة الصغيرة والآمنة، وما تسبب فيه الغزو العراقي من تدمير للبيئة والممتلكات والأنفس.
جعل الجهد الكبير، الذي بذله الاخ عادل حسين اليوسفي في توثيق واخراج كتابه 'البراهي'، دراسة في أضرار الغزو العراقي على دولة الكويت جعله، أي الكتاب، كأحسن وأدق واشمل وثيقة وضعت حتى الآن عن آثار الغزو.
حصلت على نسخة من الكتاب وأعجبتني كثيرا طريقة الطباعة والاخراج الدقيقة والمنظمة للمحتويات وبلاغة ما احتواه الكتاب من صور معبرة امتازت بدرجة عالية من النقاوة والشفافية المؤلمة.
دفعني اعجابي بالكتاب الى السعي لشراء عدد من نسخه وإرسالها لبعض الاخوة في الخارج، وخاصة في الاردن بعد ما ترتب من تطورات جديدة في زيارتي الأخيرة لهاِ بحثت عن الكتاب في عدد من المكتبات وتبين لي، ليس فقط عدم وجوده فيها، بل وعدم سماع أي من أصحابها بذلك الكتاب من قبلِ فقررت الاتصال بمعده وواضع مواده ومصوره وسؤاله عن سبب فقدانه من السوق، فأخبرني بأن التكلفة العالية لكل نسخة، ولكتاب في مثل حجمه، جعلت عملية بيعه عن طريق المكتبات، بطريقة تجارية معقولة عملية غير مجدية، فقرر بالتالي توزيعه بسعر قريب جدا من التكلفة من خلال مكتبه الواقع بمنطقة الشويخ.
على الرغم من أهمية الكتاب وجودة مادته، إلا أن أحدا من مسؤولي الثقافة أو النشر أو من مسؤولي وزارة الخارجية أو الاعلام لم يبادر بطلب نسخ من الكتاب لتوزيعها على مكاتب الكويت 'الثقافية'، أو سفاراتها أو مكتباتها المدرسية بدلا مما 'تزخر' به أرفف بعض تلك الجهات من مواد غير مفيدة!!.
الغريب أن الكويت تعتبر، ربما، الدولة الوحيدة في العالم التي يقوم البعض من مؤلفي الكتب فيها بالعديد من الزيارات الدعائية واصطحاب مصور فوتوغرافي معهم لتصويرهم وهم يقومون باهداء نسخ من 'كتبهم' للمسؤولين! ولا أجد سببا منطقيا يجعل هؤلاء يصرون على إهداء كتبهم للبعض ممن اشتهروا بأن صلتهم بالكتاب انقطعت يوم تركوا مقاعد الدراسة.

ملاحظة أخيرة: درءا للشبهات، أؤكد هنا أنه لم يسبق ان التقيت بالأخ عادل اليوسفي غير مرة واحدة، وفي لقاء عابر، بالجمعية الثقافية الاجتماعية 'النسائية'، ومعرفتي به لا تعدو 'السلام من بعيد'ِ وما ذكرته عن ذلك الكتاب الوثيقة هو أقل بكثير مما يستحقه من ثناء.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top