تعرية حزب 'النفرين

سيحل علينا قريبا دور الانعقاد الأول (أو الثاني) لمجلس الأمة وستتم مناقشة المراسيم التي صدرت أثناء فترة الحل ومنها المرسوم المشرف والخاص بحق المرأة في المشاركة في الانتخابات السياسية بكافة أشكالها.
مساهمة منا في هذا الموضوع وبيان أهمية الأمر، وفي محاولة لتعرية الأطراف المعارضة لهذا المرسوم سنناقش هنا المنشور الذي تم توزيعه قبل فترة والذي نسب لأمين عام حركة 'بونفرين':
1) يقول البحث أو المنشور الحزبي ان الحكومات الغربية نجحت في تخريب فطرة المرأة بتسييسها (!!) وهذه أول مرة أسمع أو أقرأ فيها ان العمل بالسياسة 'فطرة' (!!) وان العمل بها مقتصر على الذكور فقط (!!) وعليه ماذا نسمي كافة الأعمال والأدوار التي قامت بها المرأة من بدء الاسلام؟؟ هل هي نوع من التريكو أو طبخ وجبة مجبوس للرجل الحمش؟.
2) يستنتج المنشور الحزبي أن ما يجري في دول الخليج، ومنها الكويت، من محاولات لزيادة مشاركة المرأة في اتخاذ القرار السياسي هو عامل ممهد لسياسة الإلحاق السياسي والاقتصادي الكامل للمصالح الغربيةِ (ولا أدري ما علاقة إتاحة الفرصة للمرأة للمشاركة في اتخاذ القرار السياسي بمسألة الإلحاق الاقتصادي بالغرب؟؟ وما هو إذا حكم 'صاحبكم' وغيره من التجار الموردين ووكلاء المنتجات الاميركية، ونحن منهم، الذين يقومون سنويا بدعم الاقتصاد الاميركي بصورة مباشرة بالاستيراد منها أو من شركاتها الزميلة في الدول الأخرى وبمئات ملايين الدولارات سنويا؟؟.
3) يقول المنشور اننا يجب ان لا نخلط بين دور المرأة ووظيفتها التي تحتاج الى السكينة والحنان والعطف وبين دور الرجل الذي تحتاج وظيفته الى القوة والحزم وكمال العقل!! فهل يعني هذا ان الرجل فاقد للحنان والعطف، والمرأة التي هي أمنا التي ربتنا، وزوجتنا التي شاركتنا الحياة، واختنا التي آزرتنا براتبها ورعت أبانا وكانت الأم في غياب الأصل، هي جنس فاقد للقوة والحزم وناقص عقل؟؟.
لا أعتقد ان صاحب المنشور يتكلم حتى من واقع تجربته الشخصية مع أهل بيته، فهن أرفق من هذا الدرك الأسفل الذي حاول أن يضعهن فيه ومعهن أكثر من ثلاثة بلايين امرأة أخرى في العالم (!!!).
4) استنتج صاحب المنشور من الآية القرآنية 'ومن آياته ان خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون' من ان الشريعة تقف موقفا حازما ضد الخلط بين دور المرأة والرجل، فالخلط سينتج عنه انهيار النظام الاجتماعي وبأن كلمة 'بشر' في هذه الآية تعني الرجل الذي خلق من تراب والذي عليه أن ينتشر في الأرض ويعمل لأن هذه وظيفته، أما المرأة التي لم تخلق من تراب بل من ضلع رجل فمكانها سكن الأسرة ومهد المجتمع.
لا نريد أن نستطرد أكثر فقد اشتكى بعض القراء من طوال بعض ما نكتب من مقالات!.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top