هل أصبحنا من الدول الفقيرة؟

ِِ انني اتمنى دائما ان اعيش عيشة الفقير، ولكن مع ثروة كبيرة!!'
(بابلو بيكاسو)
***
من اطرف المشاهد واكثرها مدعاة للتفكير ما شاهدته مؤخرا في احد مواقف سيارات النقل العام، والتي كنت اعتقد ان من الممكن ان يحدث ما يشبهها في الدول الفقيرة جدا، حيث تصادف وجودي قبل ايام وانا في سيارتي بانتظار صديق ذهب لشراء بعض المواد من محل بقالة يقع بالقرب من موقف 'باصات' شركة النقل العام، وكانت هناك مجموعة من العمال تقف في الشمس بانتظار قدوم احدى حافلات الشركة، وفجأة توقفت سيارة اجرة من اللون 'اياه' وترجل منها سائقها وهو في كامل 'تلثمه' واتجه مباشرة الى حيث كان يقف العمال، وتبين لي من اشارات يديه انه كان يحاول اقناع البعض منهم بالركوب معه بدلا من انتظار 'الباص' وعندما وجد منهم ممانعة وصدا تطور الامر معه واخذ يمسكهم بايديهم واكتافهم ويحاول جرهم عنوة الى سيارته!.
على غير العادة ترددت في التدخل في الامر، فقد شعرت بان الامر لا يعنيني كثيرا ولكن ترددي لم يطل كثيرا، فما كان يتعرض له اولئك البسطاء كان امرا يصعب تبريره فترجلت من سيارتي وسألت السائق 'الذرب' عن سبب فعلته تلك فقال لي والاسى باد على وجهه 'البريء' بعد ان ازال غطاء رأسه من على فمه وانفه بانه مضطر بعد أن أصبح الرزق قليلا، وسعر البنزين اصبح غاليا وان هؤلاء 'متعودين' على ذلك في بلادهم!! لا تعليق!.
***
مجرد سؤال:
كيف يمكن تفسير غياب خمسة وكلاء مساعدين وعشرين مديرا واربعة مستشارين عن مكاتبهم في وزارة الاشغال؟ وكيف يمكن ان نبرر حصولهم جميعا على انذارات كتابية من السيد وزير الاشغال بسبب تقصيرهم؟ ولماذا تجاهل السيد الوزير ارسال انذار مباشر الى وكيل الوزارة والذي 'لف' اكثر من خمسة وزراء في عهده والمسؤول الاداري الاول عما يحدث في وزارته؟ ولماذا نوجه اللوم دائما للمخطئ ونتناسى، ربما عامدين متعمدين، من كان يعلم بكل ذلك التسيب منذ سنوات طويلة ولم يفعل شيئا بشأنه؟ مجرد سؤال!
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top