اطفال الاخصاب

'ِِِ ان الاطفال هم ثروة الرجل الفقيرِِ'
(مثل بلغاري)

لقرون وعقود طويلة، تعرضت المرأة لأشد انواع الاهانة والعذاب والهجر والطلاق، واحيانا الضرب والكيِ كما اجبرت في حالات كثيرة على قبول اكثر من ضرة معها في البيت والغرفة نفسهما وربما الفراشِ كما تعرضت اضافة الى ذلك لمجموعة هائلة وغريبة من طرق العلاج بسبب ما وجه لها وطوال كل تلك الفترة، وحتى يومنا هذا، من انها السبب في عدم وجود طفل في بيت الزوجية!! وقد اثبت العلم الحديث ان صحة الرجل الجنسية يمكن ان تكون سببا في عدم الانجابِ وان 'حظه' او دوره في عملية الاخصاب لا يقل عن دور المرأة إن لم تزد 'مسؤوليته' عنها في بعض الحالاتِ ويمكن القول بشكل عام ان حالات العقم عند الزوجين يكون الرجل سببا في 40% منها مقارنة ب60% للمرأة!!.
تمكن الطب الحديث، وليس سلسلة الخرافات التي تعشش في الكثير من الرؤوس، من ايجاد علاج لكثير من حالات العقم لدى الرجالِ واكثر طرق العلاج شيوعا تلك التي يتم فيها حقن بويضة المرأة بالحيوان المنوي للرجلِ وقد اجريت في الولايات المتحدة سنة 1996 اكثر من 16 الف عملية علاج لحالات عقم عند الرجال نتج عنها ولادة ما يقارب 6100 طفل، وقد زادت بشكل كبير نسب نجاح هذه العملية في السنوات الثلاث الماضيةِ تبين مؤخرا، ومن خلال دراسة نشرها كل من دِ ديفيد بيج ودِ شرمان سيلبر في عدد يوليو من 'human reproduction الاميركية ان هناك احتمالا كبيرا في ان يرث الابناء الذكور لأولئك الرجال المصابين بالعقم، والذين تم التغلب على حالات عقمهم بحقن حيواناتهم المنوية ببويضات شريكاتهم، سيرثون المشكلة نفسها عن آبائهم!!.
ويقول دِ سيلبر انه اصبح من المهم جدا ان يقوم الطبيب المعالج لحالة عقم الرجال بلفت نظر مرضاه لحقيقة ان هناك احتمالا كبيرا، بسبب العامل الوراثي وانتقال الجينات، ان يواجه ابناؤهم الذكور المشكلة نفسها مستقبلا.
وتقول الدراسة كذلك ان الزوجين اللذين لديهما مشكلة تتعلق بالاخصاب غالبا ما يقرران اجراء العملية الآن وتجنب التفكير في نتائجها، املا ان تتغير الحال مستقبلا نتيجة التقدم في طرق العلاج.
ويميل البعض الآخر من الآباء لفكرة انجاب اناث، بدلا من الذكور، حيث انهن غير معرضات لانتقال هذا 'الجين' لهن من آبائهن، علما بأن مسألة اختيار نوعية الجنين، ذكرا ام انثى، اصبحت من الامور سهلة التطبيق طبيا.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top