المستحضر الأزرق

عندما تقرأ عزيزي القارئ صباح هذا اليوم هذا المقال، اكون انا جالسا في مثل هذه اللحظة في بلكونة او 'فرندة' شقة صديقي، ومضيفي الكويتي في القاهرة، وانا ممسك بيدي اليمنى بكتاب ممنوع من التداول في الكويت، وباليد الاخرى بفنجان القهوة التي اعدتها شريكتي في السراء والضراء واقصد هنا، بطبيعة الحال، زوجتي وليس السيجار، والتي اخذت مادتها الاساسية (اي القهوة وليس الزوجة بالطبع) معي من الكويت بناء على نصيحة صديق مصري.

تمكنت شركة اميركية خبيثة تعمل في مجال المواد الكيماوية من اختراع مادة سائلة لا لون ولا رائحة ولا طعم لها، تشبه الى حد ما نوعية بعض المقالات مع فارق وجود رائحة معينة للاخيرة، تضاف الى مياه برك السباحة وخاصة العمومية منهاِ وتتميز هذه المادة غير الضارة!! بأن بإمكانها كشف المحاولات المتعمدة لبعض الصبية لتلويث مياه برك السباحة بسبب كسلهم وعدم رغبتهم في الخروج من الماء وزيارة دورة المياهِ وتمتاز هذه المادة بخاصية تحويل اللون الاصفر او المائل للاصفرار الذي يميز السوائل التي تخرج من الجسم بشكل ارادي، او غير ارادي، الى لون ازرق داكن يمكن رؤيته من خلال الماء ويمكن تتبعه لمعرفة مصدره ومعاقبة الفاعل او فضحه على الاقل.
الجانب الطريف، او ربما السيئ في موضوع هذا الاختراع، ان موضوع 'التبول' الارادي في برك السباحة يحدث بشكل شبه يومي وخاصة في الصيف، ولكن نادرا ما ينتبه احد الى مثل تلك الامور، ويعود ذلك بطبيعة الحال الى كمية المياه الموجودة في برك السباحة تلك مقارنة بكمية السوائل الملوثةِ ولكن ماذا سيكون رد فعل بقية السباحين في حال استعمال ذلك السائل السحري الكاشف؟ وماذا سيكون رد فعل السباحات الفاتنات وغيرهن؟ وماذا سيكون شعورك وانت تسبح في محيط من اللون الازرق الداكن والذي تعرف جيدا حقيقة ما يمثله؟ وهل سيستمر الجميع في اللهو وتجاهل ذلك اللون الغريب وتجاهل الفاعل؟ وهل سيتم سن قوانين تنص على نوعية العقاب الذي سيخضع له الطرف الذي قام بعملية التلوث؟ وهل ستتم مواصلة المباراة مثلا؟ ام ستنتاب البعض حالة من الغثيان اللاارادي؟ والذي سيكون مصدرا آخر لتلوث مياه حمامات السباحة!!.
هذا ما سيجيب عليه الجمهور، والصيف على الابواب، بمجرد قيام احدى شركات بيع المواد الخاصة ببرك السباحة بالحصول على الحق الحصري لبيع هذا السائل العجيب في الكويت.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top