ِِِالشيخ سعود و'المجتمع'!!

قرأت التحقيق الصحفي الذي نشرته مجلة 'المجتمع'، لسان حال حزب الاخوان المسلمين في الكويت، في عدديها الأخيرين، والذي تعلق بمشروع وزير النفط الشيخ سعود الناصر الخاص بتطوير وزيادة انتاج آبار النفط الكويتية واعادة الانتاج في التالف منها وذلك بالاستعانة بخبرات شركات النفط العالمية.
اتهمت المجلة وزير النفط بأنه يسعى 'وبصفة شخصية' وبتوجيهات مباشرة منه الى 'التدمير الشامل لأغلى ما نملك من ثروة طبيعية'!! وذلك عن طريق المشاركة الاجنبية في حقول النفط، والمشاركة في الاستثمارات النفطية في اسواق اميركا واوروبا، واعادة الهيكلة 'المزعومة' لقطاع النفط!!.
وذكرت المجلة أنها بصدد التوسع في ذكر تفاصيل هذه 'المؤامرة' التي يقوم بها الوزير لتدمير الثروة النفطية، وذلك ابتداء من عددها الأخير (1333).
وبقراءة الجزء الاول من هذا التحقيق تتبين لنا الامور التالية:
1 ـ ان الوزير سعود سمح بالطعن في الذات الالهية بسماحه بنشر الكتب الممنوعة!!.
2 ـ ان الوزير 'وزع' حقول الروضتين والصابرية لكونسرتيوم البترول البريطانية واكسون!! والرتقة والعبدلي لكونسرتيوم فيلبس وشركة اخرى لا تعرفها مصادر المجلة! اما حقول غرب الكويت فقد منحت لشركة شل، وحقل ام قدير لشركتي شيفرون وتكساكو!!.
3 ـ ان ما جرى من 'تمليك' للثروات النفطية مخالف لدستور الدولة.
4 ـ ان الوزير 'عقد' التزامات مع الاجنبي باستثمار ثروات البلاد الطبيعية بغير قانون!!.
5 ـ انه 'ضلل' مجلس الامة وذلك عندما عقد الاتفاقيات التي تعهد بعدم توقيعها من دون موافقة المجلس!!.
6 ـ ان الوزير 'ضلل' الادارة الاميركية وذلك عندما أخبر وزير الطاقة الاميركي بموافقة غالبية اعضاء مجلس الامة على توجهاته بخصوص السياسة النفطية!.
وهكذا نرى من مقال المجلة الاسلامية ان وزير النفط متهم بمخالفة الدستور وتضليل الشعب عبر ممثليه، وتضليل الادارة الاميركية والاسوأ من كل ذلك 'تدمير ثروة البلاد الوطنية والوحيدة'!!.
لسنا هنا في معرض الدفاع عن وزير النفط، مع حقه علينا ان نفعل ذلك طالما اعتقدنا بان ما يقوم به هو في صالح الكويت وصالح ثروتها القومية، فلدى الوزير جهاز اعلامي وادارة كبيرة، ويملك مقدرة ممتازة على المناقشة والخطابة مع قدرة جيدة على شرح قضيته، كما ان لديه خبرة دبلوماسية وسياسية يحسده عليها الكثير من سياسيي الدولة، ولكن نتساءل هنا عن موقف مجلة 'المجتمع' التي تدعي الرصانة و'الثقل' والناطقة بلسان حزب اسلامي كبير، اذا ما تبين ان كل ما ذكرته من اتهامات خطيرة جدا لا تعدو ان تكون محض افتراء؟؟ وماذا سيكون ردها لو ظهر أن السبب الأول لكل هذا الخصام والحقد والشراسة في الهجوم الشخصي ما هو الا رد فعل على ما قام وزير النفط باجرائه من 'اعادة لهيكل قطاع النفط' ادى او قد يؤدي الى ابعاد او تجميد بعض المتطرفين الحزبيين المحسوبين على جمعية الاصلاح من القطاع النفطي الهام والذي يجب ان يكون أبعد ما يكون عن المشاحنات والتحزبات السياسية المقيتة؟
سؤال خال من البراءة نطرحه آملين ان تبين الأيام الهدف الحقيقي الكامن وراء هذه الحملة الشرسة، خاصة بعدما سمعنا ما ورد من تأكيدات واضحة، تخالف كل ما ذكرته المجلة من اتهامات، من وزير النفط في ندوة جمعية الصحافيين قبل أيام.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top