الباحثون عن الآلام

يتميز الشعب الكويتي بصفات 'خلاقة' كثيرة، ومن أبرز هذه الصفات حرص عدد من أفراده على نشر إعلانات غريبة في الصحف المحلية، مع صور شخصية لهم وهم في أتم الصحة والعافية، تطلب من الآخرين، بصرف النظر عن صفاتهم أو علاقتهم بشخصه، القيام بزيارته 'عودته' في مستشفى معين وجناح محدد وغرفة خاصة بطابق منفصل حيث يرقد مريضا لكي يقوموا بحمد الله على سلامته ولكي يصبحوا مصدر إزعاج كبير له ولبقية 'زملائه' المرضى!!
لا اعتقد، طبقا لمعلوماتي المتواضعة عن الشعوب الأخرى، أن هناك شعبا يحب ان يتسبب شخصيا في تعذيب نفسه والآخرين والطلب من قراء الصحف زيارته في المستشفى ليشاهدوا معاناته وهو مريض يتألم.
والغريب أن مقدار سعادة هذا 'المريض' بزيارة مسؤول كبير له تتساوى مع مقدار ألمه من تلك الزيارة حيث سيضطر الى المبالغة في المجاملة والترحيب على حساب مرضه، وربما سيضطر الى مغادرة فراش المرض والجلوس، ' ببجامته' المتسخة ذات الرائحة النفاذة، مع الآخرين والتهام أصناف الحلويات معهم وكأن شيئا لم يكن وبراءة التيوس في عينيه!!
ومن التصرفات 'الغريبة الأخرى' ما يقوم به البعض الآخر من ارسال صور ملونة لشخصياتهم الكريمة للصحف المحلية مع نبذة عن حياتهم مع 'طلب' نشر كل ذلك في صفحة الاجتماعيات مع كلمات مقتضبة تفيد باستعدادهم التام لاستقبال المهنئين بهذه أو بتلك المناسبةِ وربما تكون مثل هذه الأمور عادية لو كان صاحب تلك الصورة من الشخصيات المهمة او على الأقل 'المعروفة' التي تسعى الصحف من تلقاء نفسها لنشر أخبارها الاجتماعية، أما أن يقوم صاحب الدعوة بفرض صورته وخبره على الصحف وقيام البعض منهم بانتحال صفات مهنية معينة كأن يطلقوا على انفسهم صفة محام او ما شابه ذلك فهو نوع من الاحتيال الذي يصعب تقبله بسهولة ولكن من الصعب محاسبته عليه!!
وعليه مطلوب من الصحف المحلية، أو بعضها على الأقل، التوقف عن نشر مثل هذه الإعلانات المجانية أو التقليل منها الى حد كبير احتراما لذكاء ومشاعر القراء والقارئات من جهة ولتجنب نشر معلومات وصفات مهنية غير حقيقية لأصحاب تلك الصور والتي قد يستغلها 'بعضهم' بصورة غير قانونية!!!

آخر 'كلام الناس'
الديموقراطية ضمان أساسي لحماية المال العام.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top