أفاقو أرض المعارض

ذهبت قبل فترة الى معرض الغذاء الدولي في أرض المعارض بمشرف لزيارة جناح الشركةِ تقدم لي، وأنا أهم بدخول صالة العرض، شاب ملتح وطلب مني التبرع لإفطار الصائم فقلت له إن رمضان لم يأت بعد لكي تطلب من الناس التبرع لافطار الصائم!!
في زيارتي الثانية للمعرض شاهدت ملتحين آخرين في المكان نفسه فأخذت أراقب تصرفاتهم عن بعدِ فلاحظت قيامهم بمضايقة الجميع والمشي وراء السيدات والرجال، من دون استثناء، لخطوات قليلة مع اطلاق سلسلة من التوسلات بطلب المساعدةِ تقدمت منهم فرحبوا بي وأخذت أتفحص مجموعة المنشورات التي وضعوها فوق صندوق التبرعات الخاص بهم فاكتشفت انها تخص جمعيات سياسية دينية متناقضة فشككت في أمرهم وطلبت منهم تفسير هذا الأمر فقالوا إنهم يعملون في مجال جمع التبرعات لحساب مؤسسات دينية متنوعة!! وعندما سألت أكثر رفضوا الاجابة عن اسئلتي بخوف ظاهر!!
خرجت من الصالة بعد نصف ساعة فلم أجد لهم أثرا!! شككت في الأمر وقمت في اليوم التالي بالاتصال بأحد مسؤولي سوق الكويت الدولي الذي أعلمني بأن هؤلاء هم مجموعة من المتسولين، ومن فئة معينة، وهم غالبا من الأفاقين ومن حثالة المجتمعِ قاموا بإطالة لحاهم، ولبس ملابس محلية، وشراء صندوق بلاستيك شفاف لجمع التبرعات، مع طاولة خشبية بسيطة ولوحة صغيرة كتبوا عليها، وبخط بائس، مجموعة من الآيات القرآنية!!! وقال إنه حاول كثيرا منعهم من ممارسة التسول الديني في المعرض ولكنه فشل في ذلك، وهو الآن خائف من أن يتسبب ذلك في تعرضه لأي نوع من الأذى من هؤلاء، خاصة بعد ان قام باستدعاء الشرطة لفض معركة نشبت بينهم في نهاية أيام المعرض بسبب تقسيم الغلة.
وهكذا نرى أن مجموعة من الشباب قد قامت بجمع مبلغ كبير من المال بطريقة احتيال كان سلاحها ملابس شعبية 'دشداشة وغترة وعقالا' وصندوقا عليه مجموعة من الكلمات الدينية، والأهم من كل ذلك لحية كثة لتكملة ديكور عملية الخداع!!
وقد سبق ان تكررت هذه المأساة وهذا الاستغلال السيئ للدين عشرات المرات قبل ذلك، وليس بعيدا عنا ما قام به نزيل سجن طلحة السابق العراقي منور صايل الذي تم كشف سره مؤخرا والذي لبس دشداشة كويتية، وتسمى باسم عائلة كويتية معروفة وربى لحية كثة لتكملة مسرحية النصب والخداعِكما أننا لا نزال نتذكر قصة رئيس البلدية السابق محمد القصيمي الذي قام بمثل ما قام به منور صايل بعد ان ربى لحية ولبس دشداشة وانتحل اسم عائلة كويتية معروفة!!
وعلى الرغم من ان الامر انتهى بالاثنين الى السجن الا أن السؤال المرعب الذي يفرض نفسه بقوة يتعلق بعدد الموجودين بيننا من امثال هذا الصايل 'غير المنور' وامثال محمد القصيمي ومتسولي معرض الكويت الدولي والموجودين في كافة أجهزتنا التنفيذية والقضائية والتشريعية وغيرها من الجهات الأخرى!
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top