للنشر صباح السبت القادم وشكرا

السيد فؤاد  
للنشر صباح السبت القادم   وشكرا
نعمة الصحة والفراغ !!!
تقوم العديد من الحكومات في الدول المتحضرة ببذل أقصى جهودها لتوفير وسائل التثقيف والتعليم لشعوبها وملأ وقت فراغ شبابها بالذات فيما يعود عليهم بأقصى فائدة مادية أو معنوية أو ثقافية .
ولو نظر المرء حوله لوجد أن أكثر الأمور متعة لدى الكثيرين انشغالهم التام في أداء مختلف أنواع الأعمال والهوايات . وتصل الحالة بالكثيرين إلى درجة الشكوى من عدم وجود وقت لديهم للقيام بما هو متوقع منهم من واجبات اجتماعية بسبب عدم توفر وقت فراغ لديهم . وعندما تطلب منهم أن يرتاحوا لا تسمع منهم جوابا مقنعا . ويعترف بعضهم بسعادتهم بالطريقة التي يقوموا فيها بممارسة حياتهم تلك وبما يقوم بأدائه من أعمال وبما يمارسوه من هوايات ، ولهذا فهم على غير استعداد لتغير نمط حياتهم .
وتعتبر مسألة الجلوس في الديوانية ، احيانا لسبعة أيام في الأسبوع ، والخوض غالبا في التافه من الأمور مع الداخل والخارج ، من أكثر الأمور الاجتماعية سواء بسبب ذلك الوقت الكبير الذي يهدر بدون فائدة .
 ولولا إيمان الدولة بأهمية ملأ وقت فراغ الشباب لما قامت بصرف كل تلك المبالغ الهائلة على الرياضة والمكتبات ووسائل الترفيه المفيدة الأخرى كل ذلك من أجل إبعاد الشباب عن وقت الفراغ والذي يعتبر السبب الرئيسي وراء أكثر من 80 % من حالات الانحراف في المجتمع .
وبالرغم من بديهية هذا الأمر فقد قامت جهات ، " بعبعية " الحجم وإرهابية الأسلوب تخاف البلدية بكافة أجهزة إشغالات الطرق لديها التصدي لها ، بوضع عشرات اللافتات وخاصة في ممرات " المشي " بمختلف المناطق السكنية تحمل جمل معينة منقولة من كتب التراث تقول إحداها مثلا بان هناك نعمتان " الصحة والفراغ !!!
 
والغريب أن يطلب من كل من يود تعليق لافتة سواء تجارية أو انتخابية أو لغير ذلك من الأغراض الحصول على موافقة الجهات المختصة على تلك اللوحات أو اللافتات ودفع الرسوم المقررة . ولكن عندما يتعلق الأمر بوضع لوحات تحمل جمل أو أحاديث دينية فإن الأمر متروك للجميع لكي يمارس هوايته وتسلطه على الآخرين وفرض ما يراه من اعتقادات دينية عليهم . وتظهر عدم قانونية وخطورة مثل هذه الأعمال والتصرفات عندما تحاول كل فئة أو حزب أو طائفة أو تجمع " منبثق "  من مسجد ما نشر ما يتفق ونظرته الدينية ، والتي قد تختلف أو تتعارض مع اعتقادات الآخرين . إضافة إلى احتمال أن ينتهي الأمر بنا ، أو بهم ، إلى  " حرب لافتات " قد  تحرق الأخضر واليابس ، وقد نحتاج وقتها إلى لجان ولجان لحلها !!! فهكذا بدأت قضايا كالبدون والإسكان والتعليم وغيرها من المشاكل التي ترددت السلطة في التصدي لها وهي صغيرة قابلة للحل وعندما أصبحت كبيرة أصبح حلها يستعصي على الجميع !! .
نطالب هنا بل وننادي ، فهل من مسئول شجاع يسمع ، باتخاذ إجراء حازم يتم فيه إزالة كافة اللافتات التي تملأ الشوارع والممرات والطرق السريعة والتي تم زرعها بدون تصريح أو ترخيص ، بصرف النظر عن الجهة أو الجهات التي تقف ورائها  !!
أحمد الصراف  1/11/98

الارشيف

Back to Top