ضمير جاسم

".... ان الدفاع عن حقوق الانسان بلا تمييز بسبب الجنسية او الاصل او اللغة او الدين , سواء في ذلك الحقوق السياسية او الثقافية او الاجتماعية اصبح جزءا من الضمير العالمي وثقته الاعلانات والاتفاقات الدولية , وصار الالتزام بهذه الحقوق امرا لازما لكي يكون للدولة احترامها ومصداقيتها في المجتمع الدولي ..."!!
هذا ما قاله السيد هاشم القطامي في كلمته القصيرة والمعبرة في حفل تكريمه بمناسبة انتخابه رئيسا للمنطقة العربية لحقوق الانسان , وهي كلمة تعبر بحق عما يعنيه موضوع حقوق الانسان في الضمير العالمي الذي قلما نهتم بامره او بما يعنيه لنا !!!!
لقد اكتسب هذا الانسان الرقيق في مظهره الخارجي صلابة غير عادية من سيرته السابقة كعسكري متمرس ويعتبر بحق من النوعيات القليلة بل النادرة جدا , التي خرجت من ذلك السلك ولم تفقد وعيها ودراكها بما يعنيه موضوع حقوق الانسان , فقد تعودنا في هذا الجزء البائس من العالم ومن اصحاب البدلة الرسمية بالذات , ان تكون مسالة حقوق الانسان ككائن في الدرك الاسفل من الاولويات هذا علي افتراض ان هناك قائمة بالاولويات ولقد اثبتت احداث التاريخ مرارا وتكرارا ان من اصعب الامور علي الانسان وخاصة عندما يكون في مركز اتخاذ القرار ان يضع نفسه في مكان الاخرين , او ان يحاول ان يشعر بما يشعرون به عندما تداس كرامتهم وتنتهك حقوقهم !!!
ان اختيار السيد جاسم القطامي امينا عاما للمنظمة العربية لحقوق الانسان لم يات من فراغ , بل جاء تتويجا لكفاح طويل من اجل ان يتمكن الانسان في منطقتنا من ان يرفع راسه ويقول كلمته بحرية دون ان ينتهي الامر به في اليوم التالي , وربما في اللحظة نفسها , في ما سمي بسجون او قصور النهاية المرعبة , هذا اذا ما اتيحت له الفرصة لكي يبقي حيا !!!!
لقد صدق السيد جاسم القطامي عندما قال في كلمته انه كان متخوفا في البداية من حمل مسؤولية رئاسة المنطقة العربية لحقوق الانسان !!!
فمن يعرف وضع حقوق الانسان في بلادنا العربية يعرف جيدا مدي صعوبة مهمة التصدي لعشرات , بل لالاف حالات انتهاك حقوق الانسان التي ترتكب في كافة ارجاء هذا الوطن الكبير , ويعرف حجم التحديات الكبيرة والصعبة التي تنتظره ولكننا كلنا ثقة بقدراته وبصلابته .
تحية منا للرجل الكبير العم جاسم القطامي .

الارشيف

Back to Top