كيف تعيش النفوس الكبيرة ابية

كتب السيد سليمان مندني مقالا في جريجة "القبس" قبل فترة يسخر فيه من اهل الكلام ولا ادري من هم اهل الكلام !!! وانهي مقالته تلك بمجموعة من ابيات الشعر الركيكة كعادته , عن موضوع المقالة نفسه والذي تعلق بعملية جرد وحصر للاعمال والمشاريع التي قامت بها جمعيتا الاصلاح الاجتماعي واحياء التراث في كافة انحاء العالم باستثناء بلاد البقرة الحلوب
ذكر في مقالته ان الجمعيتين قامتا ببناء 5560 مركزا دينيا ومسجدا !!!
وقامتا كذلك بحفر 6156 بئر ماء !!!
وقامتا ايضا بتدريب 2000 "مطوع" للقيام بمهمة هداية الناس , نسمي اعمالنا "تطوعا" وما يقوم به الاخرون "تبشيرا" !!!
لا اعتراض لنا علي كل هذا الجهد والذي نعلم حقيقية ومن واقع التجربة الميدانية ومن شهادة من عايشوا بعضا من هذه المشاريع , ان المردود الحقيقي لا يصل الي 10 بالمائة مما يتم الاعلان عنه هذا ان صدقت الارقام التي ذكر السيد مندني وكيف نصدقها وجميع جمعيات جمع الاموال لاي كان , والاخطر من ذلك ترفض بكل قوة الافصاح عن طريق صرف تلك الاموال الهائلة والمخيفة التي تقع تحت ايديها , ويتم كل ذلك برضا السلطة وبمباركتها وهي السلطة نفسها التي تحمر عيونها علي اصغر جمعية نفع عام اذا تاخرت في تقديم ميزانيتها وتقوم بفصل مجلس ادارتها وتقديم اعضائه للنيابة ان ساورها اي شك في وجود تلاعب مالي ولو بلغ الف دينار !!!
ليس موضوع مقال اليوم الجمعيات الخيرية وما تلجا اليه من اساليب ملتوية في جمع المال وصرفه , بل نود ان نكتب اليوم عن مشروع انساني عظيم تقوم مجموعة من خيرة السيدات بادارته بكفاءة واقتدار عجيبين وتحت رعاية د. هلال الساير .
تاسست الجمعية الكويتية التطوعية لرعاية الاطفال المرضي في المستشفيات عام 1989 وذلك من اجل الاهتمام بالجانب الاجتماعي والنفسي للاطفال في المستشفيات . اضافة الي قيام الجمعيات بمهمة وضع الزينات والصور ومختلف انواع الالعاب والتسالي في اجنحة الاطفال في العديد من المستشفيات فانها تقوم كذلك بتدريب اخصائيين واخصائيات وتوظيفهم للعمل علي تخفيف المعاناة التي يواجهها الاطفال واسرهم والتي تنتج عن اضطرار هؤلاء الاطفال للبقاء في المستشفي بعيدا عن اهاليهم .
لقد بينت العديد من التجارب ان درجة تقبل الطفل للعلاج تكون في اعلي مستوياتها متي ما تم التخفيف من الضغوط النفسية التي يتسبب فيها البقاء في المستشفي للعلاج , وبعيدا عن الام والاب .
اضافة الي ذلك تقوم الجمعية بالعناية بالاطفال في قسم الحوادث واقسام الاشعة والتخدير وغيرها وتبلغ الجمعية ذروة اهدافها عند تقديمها الدعم والمساعدة للاطفال المصابين بامراض خطيرة كالدم "اللوكيميا" او الامراض الاخري التي تهدد حياة الكثير من الاطفال كاورام الخبيثة او الحروق الصعبة .

الارشيف

Back to Top