حبات الفستق

نظرت السيدة العجوز الثرية الي عيني زوجها المريض والممتلئتين بالالم , هي تتقدم لطبع قبلة علي جبينه , بعد ان امسكت بيديه الباردتين لكي تدفئهما بين يديها الصغيرتين !!!
سرحت بافكارها وتذكرت يوم التقت به لاول مرة عند بيت صديقتها وهي صغيرة , وكيف انشغل بالنظر اليها طوال فترة لعبهما هناك , وكيف تقدم لها وهي في طريقها الي بيتها , وكيف امسك بكفيها بين يديه القويتين ونظر الي عينيها وقال لها ما لم تتوقع سماعه من احد وهي في ذلك العمر الغض البرئ :
يوما ما ستكونين زوجتي وفجاة جمع يديها بيمينه وادخل يده الاخري في جيبه واخرج منها بعض حبات الفستق ووضعها في كفها وهو يقول لها :
اتمني لو كانت هذه الحبات لؤلؤ لكي اهديك اياها !!! وتذكرت كيف ركضت وقد احمرت وجنتاها خجلا الي بيت اهلها , وهي قابضة بقوة علي حبات الفستق الحارة , تفكر بعذر مقبول تفسر به مصدر ذلك الفستق النادر لاهلها !!!
لقد مرت سنوات طويلة علي تلك الليلة التي لا يمكن ان تنمحي من ذاكرتها
وقد كانت سعيدة الحظ دائما فقد انتهي الامر بها بالاقتران بذلك الشاب الذي طالما تمنته زوجا لها , والذي اهداها حبات الفستق تلك , والتي كانت الذ حبات فستق ذاقتها في حياتها !!!!
لقد تغيرت بهما الحياة كثيرا منذ ذلك الوقت وانتقلوا من ذلك الحي الفقير القديم الذي كانوا يعيشون فيه الي ذلك المنزل المهيب المطل علي شاطئ البحر , واصبحوا يملكون العديد من البيوت الاخري في مختلف العواصم , والمدن الكبري , ولكن سعادتهم لم تنته كما كانت تشتهي دائما فقد اصيب شريك دربها في تلك الرحلة الطويلة بمرض اصاب معدته وحول جسده الي هيكل عظمي غير قادر علي الحركة !!!
احست فجاة بيد زوجها المريض تنسل من بين يديها وتختفي ببطء الي ما تحت اللحاف الذي كان يغطي جسده الواهن الضعيف , وتخرج مرة اخري وهي تضم شيئا ففتحت كفها , بعد ان طلب منها ذلك بصوت واهن ضعيف , فوضع فيها عددا من حبات اللؤلؤ لم تر عينها اجمل منها شكلا وبريقا !!!
وسمعته يقول لها "يا ليتها كانت حبات فستق" !!!!

الارشيف

Back to Top