المرأة والمؤسسة

يقول المثل الفرنسي «إذا أردت أن تعرف رقي أمة، فانظر إلى نسائها»! وهذا صحيح ودقيق بالفعل، ولا داعي هنا لأن نطلب من أحد أن يسرح بخياله وينظر إلى حال نساء المسلمين اليوم في دول مثل مصر وإيران وإفغانستان وباكستان وتونس وليبيا ومالي، التي بكت نساؤها فرحا في الشوارع بعد أن نجح الفرنسيون في التخلّص من الأوباش الذين تحكموا بدولتهم! لا شك أن نسبة التعليم ارتفعت بين نساء هذه الدول، ولكنهن عدن، وفي السنوات الثلاثين الأخيرة، وبنسب كبيرة، باختيارهن أو بإرادة الرجل، إلى الوراء لباسا وفهما وعقلا ودورا في الحياة.
***
● من حق الكويت أن تفتخر بأنها ربما تكون الدولة العربية الوحيدة التي قامت بإصدار قانون يجبر الشركات المساهمة على دفع نسبة مئوية من أرباحها لصندوق «مؤسسة الكويت للتقدم العلمي»، التي سبق أن أنشئت عام 1976 كمؤسسة نفع عام، والتي دخلت مرحلة جديدة ومبشرة بالخير باختيار مديرها العام الجديد.

تتلخص أهداف المؤسسة في دعم التطور العلمي والتكنولوجي عن طريق الدعم المادي للأبحاث، واستخدام نظام الجوائز كوسيلة لتشجيع البحث العلمي، وإقامة المؤتمرات العلمية، ونشر الوعي العلمي، والمساهمة في نشر الكتب والمجلات والموسوعات. ومن واقع أهداف المؤسسة نرى أن ما يتم صرفه على هذه الأنشطة قليل، أو لا يقارَن بما يردها من مبالغ من الشركات المساهمة، سنة بعد أخرى، وبالتالي لم يكن قرار تخفيض نسبة المساهمة إلى النصف تقريبا أمرا غريبا، وهنا نجد من المهم أن تبحث المؤسسة عن أساليب جديدة للاستفادة مما تحت يدها من مبالغ طائلة، وخاصة مع إدارتها المستنيرة والجديدة نسبيا.

ولو نظرنا لواقعنا في الكويت لوجدنا أننا نقع بجدارة ضمن الدول المتخلفة، وهذا لا جدال فيه، ومن هنا ربما جاءت فكرة إنشاء مثل هذه المؤسسة. وأسباب هذا التخلف معروفة، وغالبيتها متراكمة، ولكنها تتركز بنظري في تخلف المصنع الأساسي للتقدم، الذي يحمل الانسان لفترة ويلده ويربيه ويعلمه ويوجهه، فإن كان المصنع متخلفا في طريقة تفكيره وإدارته، جاءت مخرجاته متخلفة، وسيحدث ذلك مهما طورنا من البيئة المحيطة بالمصنع وزودناه مثلا بإنارة أفضل وطرق أكثر اتساعا، وأرصفة أجمل وحتى لو حسّنّا من الطقس فوقه، فمخرجاته سوف تبقى سيئة، ونقصد بالمصنع هنا المرأة الأم، الأخت والزوجة. فمن دون امرأة متقدمة لا يمكن تحقيق أي تقدم في أي مجال ولو صرفنا المليارات. ومن هنا نتمنى على مجلس أمناء المؤسسة توجيه جزء من أموالها لمساعدة الجمعيات النسائية والجمعيات المهتمة برفع مستوى المرأة وتثقيفها وزيادة وعيها، فلا يمكن تحقيق أي تقدم نوعي مهما صرفنا على الأبحاث والمؤتمرات ونشرنا من كتب إن كانت المرأة في بلداننا بمثل ما هي عليه الآن من تخلف، وما تتعرّض له من ظلم وتفرقة في المعاملة، وأرجو ألا يأتي من يعلق ويقول إن وضعها غير

الارشيف

Back to Top