المنطقي والقانوني

ذهب طالب الحقوق إلى أستاذ المادة الكهل، الذي عُرف بسلاطة لسانه وقوة حجته، وغزارة علمه، والذي سبق أن أعطاه علامة السقوط في مادته، وقال له: هل حقا تعرف كل شيء عن المادة التي تقوم بتدريسها لنا؟ فرد الأستاذ قائلا: من المحتمل جدا أنني أعرف عملي، ولولا ذلك لكنت أقوم بعمل آخر! فقال له الطالب، هذا جميل، ولكن لدي سؤال لك يا سيدي، إن أجبت عليه، فإنني أقبل بقرار السقوط في الامتحان، وإن لم تستطع الإجابة عليه، فيجب أن تعدني بتغيير علامتي الى أفضل درجة! بعد تردد لم يطل كثيرا وافق الأستاذ على شرط الطالب وسأله عن سؤاله، فقال: ما هو الوضع القانوني وغير المنطقي، وفي الوقت نفسه منطقي ولكن غير قانوني، وغير القانوني ولا بالمنطقي في الوقت ذاته؟ بهت البروفيسور من تعقيد السؤال، وأخذ يحك رأسه ويفكر، وطال سكوته، وأخيرا استسلم معترفا بصعوبة الإجابة، ووافق على تغيير نتيجة امتحان الطالب للعلامة الأكبر! فشعر الطالب بالسرور، وذهب الى حال سبيله. قضى الأستاذ ظهر ذلك اليوم وهو يحاول إيجاد حل لتلك المعضلة القانونية التي جاء بها ذلك الطالب، ولكنه عجز تماما عن الوصول الى شيء، ولم يجد بدّا من عرض المسألة في اليوم التالي على أفضل طلبة الفصل وطلب منهم حلا لها! وهنا فوجئ البروفيسور، بعد طرح السؤال، باستعداد الجميع للإجابة على السؤال، مما أشعره بالحرج، واختار أفضل طلبته ليعطي الجواب نيابة عن البقية، فقال: إن الجواب سهل يا سيدي: فأنت مثلا تبلغ من العمر 75 عاما، ومتزوج من سيدة لا يتجاوز عمرها الثلاثين بكثير، وهذا وضع قانوني، ولكنه غير منطقي. ولكن زوجتك تقيم علاقة مع شاب يبلغ 22 عاما، وهذا أمر متوقع ومنطقي، نظرا للحاجة الفسيولوجية، ولكنه وضع غير قانوني. ولكن صديق زوجتك سبق له أن سقط في الامتحان، ولكنك قمت أمس بتغيير علامته من راسب إلى ناجح، وهذا تصرّف لا هو بالمنطقي ولا هو بالقانوني! هنا شعر البروفيسور المسكين بالدوار، وسقط مغشيا عليه.

ملاحظة: اعترفت الادارة الاميركية بالتجسس وتسجيل 80 مكالمة هاتفية في الكويت، %99.99 منها انحصرت في 3 جمل: انا في الجمعية تبون شي؟ متى توصلون، وين صرتوا؟ حطوا الغدا، أنا وصلت؟

الارشيف

Back to Top