لماذا نمارس الحب؟

المعرفة هي الطريق لبيان مدى جهلنا، فكلما زدنا معرفة زاد جهلنا! أقول هذا بالرغم من أنني أتعلم كل يوم أشياء وأشياء، ولكن عملية التعلم هذه تشبه فتح باب معرفي، ولكن كل باب معرفة أفتحه يفضي بي إلى باب أو أبواب لمعارف أخرى، وكلما فتحت باباً لمعرفة ما وراءه، وجدت الجواب مع أبواب أخرى تفضي إلى معلومات لم أكن أعرفها أو أعلم بوجودها، وهذه حقيقة وليست كلاماً يقال من منطلق التواضع. فمثلاً عندما تعلمت كيفية استخدام الكمبيوتر شعرت بأنني غطيت جهلاً لدي، ولكني لم أعلم وقتها أن تلك المعرفة هي التي ستفضح المزيد من جهلي. فعالم الكمبيوتر، كجهاز صلب وبرامج استخدام وآلات بحث سرعان ما بيّنت لي أنني كنت أعيش في جهل مطبق عما كان يدور حولي ويعرفه غيري، وبالتالي كان عليّ تعلم هذه الأمور الجديدة بغية سد ثغرات الجهل لدي، ولكن كل معلومة بطبيعة الحال تؤدي إلى غيرها، وهكذا أصبحت منذ عشر سنوات أدور في حلقة جميلة، وليس جهنمية، من الشعور بالجهل ثم التغلب عليه بالشعور بجهل أكبر في السعي للإحاطة بأكبر قدر من المعرفة، وهذا لا يمكن أن ينتهي وسيستمر إلى ساعة فنائي!

نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» مقالاً قبل أيام تعلق بالإجابة عن سؤال: لماذا نمارس الجنس؟ وكنت أعتقد بأنه سؤال سهل. وسؤال آخر عن كيفية ممارسته بطريقة أفضل؟ لم أعط الموضوع أهمية تذكر، قائلاً لنفسي بأنني بعد هذه السنين والتجارب، لست بحاجة إلى قراءة ما كتبته فتاة صحافية في هذا المجال، فمعارفي تقول إننا نمارس الجنس للمتعة ولحفظ النوع أو لإيجاد من يحفظ اسم العائلة أو يرث ما نتركه من مجد وثراء، وربما لسبب أو لسببين آخرين لا أتذكرهما، ولكن الفضول المعرفي دفعني للعودة إلى المقال، فوجدت أن دراستين علميتين بينتا أموراً لم أكن أعرفها، منها أن البشر يمارسون الجنس لــ237 سبباً(!) وأن الأزواج الذين يمارسون الجنس بطريقة مستمرة دون ضغوط وبإيجابية، هم عادة أكثر سعادة من غيرهم. ومعرفة سبب سعي كل شريك إلى ممارسة الجنس في الأيام الأولى من العلاقة له أهمية وتأثير كبير على العلاقة المستقبلية بين الطرفين. فالبشر يمارسون الجنس لأسباب كثيرة، منها التخلص من الضغوط وإرضاء الطرف الآخر، ولأسباب روحية وعلاجية عدة، وللتقارب مع الزوج أو الزوجة، وللشعور بالقرب من الإله، أو للانتقام من الشريك الآخر بإقامة علاقة مع غيره، أو لاتقاء شره، أو لامتصاص غضبه، وهذه أسباب مهمة جداً في حياة الكثيرين، ولكننا عادة لا نكترث لها ولا نلتفت إلا لما يخصنا ويقع ضمن حدود معارفنا. كما بيّنت لي الدراسة مدى عمق الفروق الثقافية بين المجتمعات الشرقية، بكل أنواعها، وبين الغربية، ففي الثانية للمرأة كيان وكلمة فيما يعنيه الجنس، وتطالب بحقها فيه. ولكن نجد أن حاجات المرأة ومتطلباتها الجنسية في المجتمعات الأكثر تحفظاً لا تلقى الأهمية نفسها، وبالتالي لا يعني الجنس للشرقية ما يعنيه للغربية، والتي تعتبره علماً يدرس، والإخفاق في الحصول على ما وعدت نفسها به أو ما توقعه لا يمنعها من مراجعة المختصين من أطباء ومعالجين نفسيين.

لمزيد من القراءة في هذا الموضوع الحيوي يمكن البحث في غوغل تحت
the real reason couples have sex
أو النقر على الموقع التالي:
http://online.wsj.com/news/articles/sb10001424052702303902404579149542886151358

الارشيف

Back to Top