إحم إحم

نقلاً عن كتاب التربية الإسلامية للصف الثاني عشر، والذي يتعلّق بقوامة الرجل على المرأة، من تأليف عجيل النشمي، وكوكبة من «العلماء»، ورد فيه التالي في أسباب «تفضيل» الرجال على النساء، وفي وصف غير مباشر لوضع ونفسية رئيسة الوزراء الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيسة الهند الراحلة أنديرا غاندي، والرئيسة السريلانكية باندرانايكا، والرئيسة الراحلة مارغريت تاتشر، وفلورنس نايتنجيل، والمحاربة الوطنية جان دارك، والطيارة المغامرة إيميليا إيرهارت، والمهندسة العالمية زهى حديد، والأم تريزا، وروزا باركس، والملايين غيرهن، أن «بحوث العلم وتحقيقاته» أثبتت أنهن يختلفن عن الرجل في كثير من جوانب الصورة والسمة (!)، ومع بلوغهن سن الشباب يعروهن المحيض الذي تتأثر به أفعالهن ومشاعرهن وجوارحهن! وتدل براهين علمي الأحياء والتشريح أن المرأة تطرأ عليها تغيرات مدة حيضها بأن تقل في جسمها قوة إمساك الحرارة، فتنخفض، ويبطئ نبضها وينقص ضغط الدم، وتقل عدد خلاياه، وتصاب الغدد الصماء واللوزتان والغدد اللمفاوية بالتغير، ويختل الهضم، وتضعف قوة التنفس، ويتبلد الحس، وتتكاسل الأعضاء، وتتخلف الفطنة (!)، وتقل قوة تركيز الفكر (!) وأشد منها فترة الحمل، علماً أن خصائص الأنوثة نفسها هي التي تجعل لديها قدرا كبيرا من العاطفة والوجدان بينما لا تبلغ ذلك في أمور الفكر والنظر (!).

وتتساءل هنا الزميلة ابتهال الخطيب، في مقال لها، عن سبب تعشش فكرة دونية المرأة عند الرجل العربي، والخليجي تحديداً؟ وترد بأنها لا تدري، وأدري أنها تدري، ولكنها اختارت وضع كلمة «إحم» لمقالها!

إن سبب تعشش مثل هذه الأفكار معروف، وإن كان مطموراً في بطون الكتب الصفراء لقرون، وكنا في غنى عن معرفتها، ثم جاء البعض بكتب ومناهج فيها الشطب والإزالة والتخريب الكثير، وحوّلوا كل ما يدعون فيها للرحمة والمحبة والتعاون إلى كراهية الآخر، المختلف عنا ديناً ومذهباً، وحتى جنساً! وبالتالي، فإن ما نراه الآن من تطرف وغلو لا يعدو أن يكون نتاج فساد ما زرعناه في مناهجنا من حقد وكراهية، فمتى نغير هذا التراث الأسود، ونزيل كل هذا التطرف من مناهجنا، ونضع نهاية لمرحلة بائسة ومعتمة من تاريخ التعليم في الكويت؟ ويصبح الأمر مدعاة للحزن حقاً عندما نعلم أن النصوص أعلاه مقررة على الجنسين، ولنا تخيل تداعيات ذلك المؤلمة على نفسية الطالبات!

ملاحظة: يقولون إن العلمانية معادية للإسلام، ولكن لو نظرنا إلى حكومات الدول العلمانية، لوجدنا أن المرأة، والمسلمة بالذات، قد وصلت فيها إلى أعلى المراتب، فماذا قدّمت جميع حكوماتنا للمرأة، ولغير المسلمة بالذات؟ لا شيء! وإذا كان توزير المسلمة في الغرب يهدف إلى تخريبها، فلماذا لا نخرب غير المسلمة عندنا بتوزيرها؟

 

الارشيف

Back to Top