تجارة الإخوان في الدين

أحمد الصراف

لم يتوقّف البعض، وفي أي ركن من الأرض، ولأي دين انتموا، عن استغلال المعتقدات في تحقيق الثروات، ومن هؤلاء الجيولوجي زغلول النجار، الذي ربما حقّق ثروة بسبب جهل البعض، فقد تبين مع الوقت عدم صحة اي من افكاره، وعن أحدها كتب الزميل سامي البحيري مقالا قبل سنتين تقريبا، ذكر فيه أنه ظهر في منتصف القرن العشرين د. مصطفى محمود على التلفزيون، بعد أن صبغ شعره وطلق الماركسية، كمقدّ.م لبرنامج «العلم والإيمان»، وكان في مرة يعرض شريط فيديو مسجلاً من بلاد الكفار، ومن دون علمهم، يبين فيه بعض التجارب العلمية أو بعض أفلام عالم الحيوان أو النبات، وكان يعلّق دائما قائلا: شايفين الأميبيا بتعمل إيه سبحان الله، وكان يكرر «سبحان الله»، من دون أن يحاول مرة شكر العلماء الذين جعلوا ذلك العلم متاحا.

ويختم كل حلقة بنص ديني يلبسه بالعافية على الفيلم العلمي! وكان يعتمد على ثقافته وخلفيته الطبية وخفة دمه، لكي يصل الى قلوب مشاهديه من أنصاف المتعلمين، وهو لم يكن يبيع الخرافة، بل معلومات علمية، ولكنه كان يلبسها بالدين! ويضيف الزميل سامي انه منذ بدأ في حفظ القرآن الكريم على يد والده الأزهري، عرف منه أن الله قد ارسل رسوله لكي يكمل مكارم الأخلاق، وأن القرآن هو كتاب نور وهداية، وبه قصص لكي نأخذ منها العبرة والحكمة، وبها تشريعات وقوانين، ولكنه لم يتعلم أبدا من والده الشيخ أن القرآن كتاب كيمياء أو رياضيات أو فيزياء أو فلك، وعندما يكتشف علماء الغرب كشفاً علمياً جديداً أو علاجاً جديداً يكتشف رجال الدين لدينا فجأة أننا قد سبقناهم إلى هذا الاكتشاف، بدليل أنه مكتوب في القرآن، ولم يحدث حتى اليوم أن اكتشفنا أي شيء قبل أن يكتشفوه، حتى ظهر بيننا زغلول النجار، لكي يحدثنا عن الإعجاز العلمي، وهو متزعم حركة هذا الإعجاز، ودائما يحدثك عن عالم ألماني، أكد ما جاء في كتبنا، أو أن هناك أبحاثا علمية ورسائل دكتوراه في هذا الموضوع أو ذاك، مثل إثباته مثلاً أن للحجاب قيمة علمية كبيرة، وأن فيه إعجازاً، وإن كان هذا حقيقيا فلماذا لا يغطي الدكتور زغلول رأسه بحجاب كالنساء، لكي يستفيد من هذا الإعجاز؟! وأخطر ما جاء به منذ سنوات قوله إن في مصر مركزاً للعلاج ببول الإبل، وان شركة سويسرية ـــ لم يسمها كالعادة ـــ ستقوم بتسويق هذا الدواء، ولا نزال منذ ثلاث سنوات تقريباً، ننتظر دواء الشركة السويسرية.

الارشيف

Back to Top