خواء الإخوان مع اليابان

تتعدد ديانات اليابانيين، ولكنهم يختلفون في طريقة إيمانهم عن غيرهم. فعدد المؤمنين بالشنتو مثلا يبلغ 150 مليونا تقريبا، ومن يتبعون البوذية في كثير من أمور حياتهم يبلغ عددهم 80 مليونا، وهناك 3 ملايين مسيحي، ومن أتباع ديانات أخرى، ولا يعني ذلك أن سكان اليابان هم مجموع هؤلاء، فعدد اليابانيين هو نصف ذلك، والسبب أن غالبيتهم يتبعون أكثر من دين في حياتهم، فتراهم يؤمنون بالشنتو مثلا في مناسبات الزواج، ويتبعون البوذية في الموت والدفن، وهكذا. كما أن نسب كبيرة من سكان المدن يصبحون مسيحيين بطريقة جدية في احتفالات رأس السنة الميلادية وعيدي الكريسماس والفالنتين. وبالتالي فإن كل مؤسسة دينية تعرف بصورة تقريبية، عدد أتباعها، وتعلم أنهم يتبعون، بطريقة ما، ديانات أو معتقدات أخرى. ولا يلفت وجود غير مؤمنين بأي دين نظر أحد، حيث يعتبرونها أموراً شخصية لا يتدخل فيها الغير.

***

يعتبر الصادق الغرياني، مفتي ليبيا، وزعيم الإخوان المسلمين الروحي فيها، من أهم رجال الدين في ليبيا، وهو مدرس شريعة سابق، ويحمل شهادة دكتوراه من الأزهر، وأخرى من جامعة إكستر في بريطانيا. وقد أمضى في التدريس أكثر من ثلاثين سنة، جلها في عهد القذافي، ولكن ما إن اندلعت أحداث 17 فبراير، حتى انقلب عليه وطالب اتباعه بالوقوف ضده.

بسبب نفوذ الإخوان في مرحلة ما بعد القذافي عُيّن مفتياً، وأعطي منصباً وصلاحيات واسعة، وحصانة تمنع حتى مناقشة الفتاوى التي يصدرها، مع حماية من اية ملاحقة قانونية، وهذا ما دفع كثيرين لاعتبار تعيينه معيباً ومن غير أساس.

وفي مقطع موجود على اليوتيوب، تم تسجيله قبل فترة، أبدى موقفه من تنظيم داعش، حيث ظهر فيه مدى خواء عقليات الممثلين للفكر الإخواني الساذج، ومحمد مرسي مثالاً. حيث ذكر، وبثقة العالم الديني، والمفتي الشرعي، بأن «حكومة طوكيو» (هكذا) قررت في الستينات أن تختار دينا رسميا «لدولة اليابان»! واختارت الإسلام دينا. ولتنفيذ مشروعها في اسلمة اليابان، ارسلت خطابا للرئيس جمال عبدالناصر، وآخر لمشيخة الأزهر، تدعوهما لمساعدة «دولة اليابان» (هكذا) على دخول الإسلام! ولكن عبدالناصر، حسب رأيه، تجاهل رسالته، لأنه كان ينفذ مشروعا لضرب الإسلام، وكذلك فعل الأزهر، لأنه مسير من الرئيس عبدالناصر!

والآن، هل هناك من لا يزال يعتقد ان في الإخوان المسلمين خيرا وأملا، وهذا أحد كبار «مفكريهم»؟ وكيف يمكن أن يصدق هذا الرجل ما يقوله من هراء، وعلى الهواء وفي لقاء تلفزيوني مسجل يبث على العالم اجمع.

إن الغرياني لا يختلف بالفعل عن كثير من رجال الدين، مثل ذلك «الآية الله» الذي ذكر في حديث تلفزيوني مسجل، أن الأرنب من الحشرات، وأن لديه ما يؤيد ذلك! أحمد الصراف  

الارشيف

Back to Top