الوفاء لمحمد


لم يرتبط الإعلام، بكل فروعه، باسم شخصية في تاريخ الكويت كما ارتبط باسم محمد ناصر السنعوسي، وزير الإعلام السابق.

ولد محمد الناصر في الكويت عام 1938، وتزوج من رفيقة دربه، وزميلته السابقة، السيدة الرائعة باسمة سليمان. 

بدأ محمد السنعوسي حياته في اروقة تلفزيون الكويت، بعد أن اشترت الحكومة حقوق البث، بطريقة ما، من رجل الأعمال الراحل مراد بهبهاني، وكان ذلك عام 1960.

بدأ السنعوسي حياته في المحطة الوليدة مسؤولا عن تنفيذ وتنسيق بعض البرامج التلفزيونية. وبعدها ببضع سنوات (1964) أصبح مراقبا لبرامجها، ثم مديرا عاما، ثم وكيلا مساعدا لشؤون التلفزيون في الوزارة، حتى عام 1985، حينما اختار ترك الوظيفة، والتفرغ لأعماله الخاصة. 

لم يكن محمد السنعوسي يوما إداريا تقليديا متمسكا بكرسي الوظيفة، بل كان، على الرغم من عصبيته وأنفته، رجلا مبدعا، وصاحب حس فني مرهف، ولا يزال يمتلك ذلك الحس، ربما بقوة أكبر.

كان السنعوسي يعرف ما تريده الجماهير، حيث اشتهر بتقديم برامج حوارية تتناول الكثير من القضايا التوعوية والمثيرة للجدل، كتبنيه لقضية الشيكات من دون رصيد التي قدمها داخل سجن طلحة وقابل فيها المساجين المتهمين بهذه القضية. كما اهتم السنعوسي بتسليط الضوء على السلوكيات الخاطئة في المجتمع الكويتي. وكانت برامجه تتسم ببعض الطرافة كدعوته لاستخدام مزيل رائحة العرق، (الديودرنت). كما كان له دور في القضاء على الكم الكبير من فئران البيوت. ولا ننسى في هذه العجالة الإشادة بفضله في بداية الثمانينات في تأسيس نادي الكويت للسينما، وفرقة التلفزيون للفنون الشعبية.

اليوم يرقد محمد السنعوسي في المستشفى بعد ازمة قلبية داهمته، ربما بسبب حكم قضائي صدر بحقه، لم يكن يتوقعه، أو يتوقع حيثياته. وهنا لا نتمنى فقط أن ينتهي الأمر على خير، ويخرج معافى مشافى من المستشفى، ومن القضية فحسب، بل نتمنى بقوة أكبر أن تتدخل الجهات المعنية وتمسك بيد هذه القامة الإعلامية الشامخة وتخرجها من أزمتها، فليس هناك من لم يسمع بالسنعوسي، مواطنا كان أو مقيما، والذي ارتبط اسمه بتاريخ الكويت، كارتباطه بكل شيء جميل ومنفتح ومبدع وخلاق.

محمد السنعوسي يحتاج منا جميعا الى الوقوف معه في محنته، وأن يبادر سمو رئيس مجلس الوزراء، ويمد يده لتكريم هذا الرجل الكبير، ليس لتاريخه الإعلامي الرائع فحسب، بل انطلاقا من الوفاء لكل الكفاءات الجميلة.


أحمد الصراف

 

الارشيف

Back to Top