مكتشفات الزنداني وبشارات المعتوق

كتبت قبل عشر سنوات في موضوع ورد في "دار اليوم" الإلكترونية تعلق بتصريح أدلى به"عبدالحميد الزنداني"، رئيس لجنة الاعجاز العلمي في القرآن، التابعة لمنظمة المؤتمر الاسلامي، ورئيس جامعة في صنعاء، أعلن فيه نجاح الهيئة التي شكلها قبل سنوات، أي قبل خمسة عشر سنة تقريبا، في اكتشاف لقاح لمرض الايدز. وأن اللقاح جرب على عدد من المرضى وشفوا من المرض، وهو الأمر الذي فشلت مختبرات العالم اجمع في تحقيقه. وقال ان الدواء الذي اكتشفته مكون من عناصر طبيعية مستخلصة من الاعشاب، وان البحوث التي اجراها تمت على اساس "الايمان" بما جاء في كتبنا الدينية. وقال أنه يرفض الكشف عن مكونات الدواء لكي لا يقوم "الاجانب" بسرقة جهوده!

كلام الزنداني بكل ما تضمنه من مبالغة وتهويل وادعاء، إلا أنه يقل خطورة في تأثيره السيء عما سبق وأن قاله وزير الاوقاف الكويتي في حفل افتتاح مؤتمر 'الاعجاز العلمي في القرآن'، الذي عقد في الكويت في 26/11/2006، عندما ذكر أمام عشرات كاميرات القنوات الصحفية ومئات المراسلين، وجمع غفير من رجال دين ودولة، ومنهم وزراء، من أن علماءنا أسهموا في انجاز أربعة عشر مكتشفا علميا موثقا بالمنهج الدقيق لتكون اضافة لحضارة اليوم ومساهمة في حل اصعب المشاكل التي تعاني منها البشرية وتهدد وجودها! وانهم توصلوا الى نتائج ايجابية سواء مختبريا او تطبيقيا في امراض مثل الايدز! وان الفرحة ستغمرنا بمثل هذا النجاح العلمي المتميز في علاج الأيدز، وسرطان الرئة وداء الكبد الوبائي والسكري!

طبعا انتهى ذلك المؤتمر، بعد أن بلع ضيوفه أطنان الأطعمة فيه، ومرت سنوات عشر وعقدت مؤتمرات إعجاز أخرى، ولم يرى أحد أو يسمع بمكتشفات الزنداني، وبشارات "عبدالله المعتوق" الأربعة عشرة، بشرنا بها عندما كان وزيرا للأوقاف 

لست على يقين ان كان مرضى الايدز الذين تكلم عنهم الوزير السابق، في حينه، هم مرضى  الزنداني! ولكن من المؤكد ان لا احد في العالم سمع حتى الان بأسماء من شفي من مرضى الطرفين!

لم نكن نود العودة والكتابة عن الموضوع لولا مرور كل هذه السنوات دون أن نسمع عن دواء الزنداني المعجزة أو مكتشاف السيد "عبدالله المعتوق" الأكثر إعجازا، لولا تولي وزير الأوقاف السابق لمناصب أكبر واكثر أهمية من الوزارة، حاليا، وفي جهات تصرف الدولة عليها الملايين دون عائد يذكر، بالرغم من كل الضائقة المالية التي نمر بها. ويبدو أن من يقوم بإلقاء "أي كلام" ويدلي بمثل هذه التصريحات الغير المسئولية والأبعد ما تكون عن الحقيقية، في مؤتمرات الإعجاز القرآني وغيرها، يكافئ بأعلى المناصب، ويعاقب من يعارضهم بالإبعاد، علما بأن كل ما صدر عن الزنداني وعن الوزير في حينه، تضمن جملة ادعاءات غير صحيحة، واحتقار لعقل كل من سمع أو قرأ تصريحاتهم، ولكن يبدو أن لا أحد يهتم بمسائلة هؤلاء، وهذا من أسباب تخلفنا وبلائنا.

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top