أغنية طهران.. حلم الكويت

هناك أغنية إيرانية ذات لحن جميل، يتحدث كاتبها عن شوقه لمدينته القديمة، طهران، التي تغيرت معالمها وأصبحت شيئاً قبيحاً. ولإعجابي باللحن، طلبت من صديق ترجمتها إلى العربية، فجاء بهذه الأبيات:
يا الله يا كريم انظر لحالي… كل مكان مظلم فأنر لي العتمة
أريد أن أصبح طفلاّ ألعب بالأزقة، وألبس ملابس المدرسة
فأنا إلى الآن أتذكر النومة الهنية، والضحكات على شاطئ النهر
فكل الدنيا ابتلعتها العمارات… ومع هذا إلى الآن أتذكر مدينة لاوند
أنا أريد مدينتي طهران… أريد ثغري الباسم الضحوك
أريد أن أشتم رائحة الخبز الطيبة… أريد أن أسمع جرس الزورخانه
أنا أريد مدينتي طهران… أريد قلبي المجنون
ومن الكلاب المسعورة… أريد أخذ عظامي
يا الله يا كريم انظر لحالي… قلوبنا متقطعة، فداو آلامي
شخص ما سرق أشجار الدُلب في طهران… فقم بشيء وأطلب العسكر
قل لي ما حل بالعروض المسرحية… قل لي ما حل بالأصدقاء المخلصين
خبرني عن الطيارات الورقية… أنا لا أريد سماء مدينتي ملوثا
أنا أريد مدينتي طهران… أريد شجرة الدُلب
أريد مفتاح بيتي… أريد منطقة بيج شمرون
أنا أريد مدينتي طهران… أريد سمائي
وأريد لحمام شاه عبدالعظيم… الماء والبذور
***
ومن وحي هذه الأغنية كتبت الأبيات التالية عن وطني الكويت:
يا أسطى مسعود أرأف بحالي… أريد كويتنا القديمة
أريد أن تعود سكيك المرقاب التي اختفت
وحواري الشرق التي دمرت
وبراحات جبلة التي أزيلت
أريد يا اسطى مسعود أن تسمع كلامي أن ترسل من يقبض على من سرق أحلامي
أن تعيد لي سور الكويت القديم، الذي يوما ما حمى أمني واطمئناني
أريد يا مسعود أن تخف بيوت العبادة عندنا وأن يزيد الإيمان في قلوبنا
أن تخف المظاهر الكاذبة بيننا وأن يعود لنا سابق تآلفنا ووحدتنا
وأن ترأف بحالنا وتأتي بعبدالله الأحمد لنستعيد ما سرق من أموالنا
وأن تطلب من دعيج السوق أن يسجن من سرقوا أحلامنا
أريد أن أعود لشرب مياه القلبان، والأكل مع العوازم والمطران
وأشوي على يال البحر سمكة اليريور، وأتناول قرص عقيلي مع الخلان
آه، كم أشتاق لأيام زمان، والنوم فوق السطوح بالإزار
آه كم أشتهي مجبوس أمي ومعبوج خالتي وأجار الجيران…
أعد لنا يا أسطى مسعود غابر أيامنا وحلاوة سهرنا وتآلف قلوبنا.
أعد لنا مرزوق سعيد ومسرحياتنا، وعبدالله الفضالة وأغانينا.
أعد لنا خبز خبازنا، وغبار طرقاتنا وماضي أسماء شوارعنا ورائحة جبس بيوتنا.
أعد لنا يا أسطى مسعود سابق كويتنا، قبل أن يتغير ويخرب كل شيء فينا، وبيننا.
أحمد الصراف


الارشيف

Back to Top