تاريخ المستكة

اشتريت علبه علكة أو مستكة، التي لا نستطيع صنع ما يماثلها، بالرغم من ضجيجنا المستمر عن حضاراتنا ومعتقداتنا، وعاداتنا وتقاليدنا الأفضل من ألمانيا واليابان، فتبين لي من غلافها الخارجي أنها تحتوي على: محليات، سوربيتول، مثينول، شراب المالتيثول، اسبارتيم، سكر اللوز، قاعدة صمغية، مثبت غليسرول، نكهة النعناع الطبيعية، مستخلص الشاي الأخضر، مادة مضادة للتأكسد، ألوان، كركمين، ثاني أكسيد التيتانيوم، أزرق لامع، عامل مستحلب، صويا، ومواد أخرى.
والعلكة مادة ناعمة متماسكة ومطاطة يمكن مضغها لساعات، من دون بلعها. وبالرغم من شكل العصري فإن العالم عرفها منذ القدم، وتختلف مكوناتها من منطقة لأخرى، حسب نوعية نباتاتها، وكان الغرض من صنعها ومضغها لتنظيف الأسنان، وترطيب الأنفاس. وكان الإغريق يمضغون ما كانوا يحصلون عليه من شجرة الماستيك التي أعطت اسمها للعلكة، أو المستكة، إلا أن العلكة العصرية عرفها العالم بعد اكتشاف أميركا، فقد كان الهنود الحمر يعلكون أغصان أشجار مطاطية، وأخذ عنهم المستعمرون الإنكليز الأوائل هذه العادة، وخاصة في منطقة «نيوإنغلند». وفي عام 1848 قام الأميركي جون كيرتس بإنتاج أول علكة تجارية في التاريخ. وفي 1850 أنتجت العلكة لأول مرة من شمع البارافين المشتق من البترول، وأصبحت أكثر انتشارا من علكة «كرتس»، وكانت تحلى في البداية بطريقة غريبة، حيث كان يتم إخراجها من الفم وغمسها في وعاء به بودرة السكر. أما اول علامة تجارية للعلكة فقد تم تسجيلها في عام 1869. أما العلكة التي نعرفها الآن فقد أنتجت عندما جلب الرئيس المكسيكي السابق لوبيز صمغ الشيكل وأعطاه لتوماس أدامس في نيويورك، لكي تستخدم بديلا عن المطاط، ولكنها نجحت فقط كعلكة، حيث تم تقطيعها لقطع صغيرة وبيعها تحت اسم «أدامس»، واشتهرت بهذا الاسم في دول كثيرة حتى اليوم. ومع نهاية القرن 19 ظهرت علكة جكليتس chiclets، وتبعتها علكة ركليز wrigley’s اللتان أصبحتا الأكبر والأكثر شهرة. كما كان للحرب العالمية الثانية دور كبير في انتشار العلكة، فقد كان يستخدمها الجنود الأميركيون بكثرة في الدول التي تواجدوا فيها، وكان الكل يسعى الى تقليدهم، وكان الجيش الأميركي يزود الجنود بها كجزء من الإعاشة، وهؤلاء كانوا يبيعونها للسكان المحليين. ومع عام 1960 بدأت شركات إنتاج العلكة بالاستعانة بالمطاط الصناعي، الأرخص، بعد أن أصبحت مادة جيكل غير كافية. ويفضل الزبائن في الخليج أخذ العلكة من البائع عوضاً عن الدراهم. كما أظهرت دراسة كندية أن العلكة تجعل الزبائن يتسوقون لفترات أطول دون أن يشعروا بمرور الوقت. من جانب آخر نرى أن مضع العلكة غير مرحب به في مجتمعات معينة، كونه قلة أدب أو إهانة، خاصةً في العزاء أو داخل دور العبادة وفي المقابلات والاجتماعات الرسمية. أما سنغافورة فقد فرضت غرامة على كل من يمضغ العلكة في الشارع، فاللبان يعتبر ثاني أكبر مكون لنفايات الشوارع، بعد السجائر، فبريطانيا مثلا تنفق سنويا حوالي 50 مليون جنيه إسترليني لإزالته من الطرقات، ولكن جهات أخرى رأت أن تستفيد من نفاياته فحولتها لأحذية وأكواب. وعندما تشتري علكة مستقبلا تذكر أن تاريخها ليس بالهين، وصناعتها ليست سهلة، ولهذا اكتفينا بعلكها بدلا من صنعها بطريقة متطورة، إلا في أضيق الحدود.
***
عزيزي الاستاذ مصطفى الصراف، ردك غير دقيق إطلاقاً، ويبدو أن ذاكرتك بدأت تخونك قليلاً. لقد حضرت شخصياً انتخابات جمعية الجابرية، وشاركت فيها، وبيني وبينك ليس فقط سجلات الجمعية، بل وذاكرة الأخ حيدر غضنفري. علما بأن ما ذكرته لا ينطوي على أي إساءة لك، وأوردته في معرض التطرق لعلاقتي بالجمعيات التعاونية. مع تحياتي.

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top