كارل الذي سيتركنا ويرحل
يعتبر كارل بيرغنر karl bergner واحداً من أفضل من مثل جمهورية ألمانيا الاتحادية كسفير في الكويت، إن لم يكن أفضلهم. تولى السفير بيرغنر منصبه ممثلا لدولة عظمى، قائدة أوروبا من دون منازع، في أغسطس 2016، أي قبل ثلاثة أعوام، قام خلال هذه الفترة القصيرة نسبياً بتكوين علاقات وصداقات مع السلك الدبلوماسي، بحكم عمله، وهذا امر مفروغ منه، ولكنه نجح في الوقت نفسه في دخول بيوت الكثير من المواطنين من خلال قلوبهم، التي نجح في دخولها تسبقه دائما ابتسامته وطيب معشره وحسن خلقه ورقة وجمال شريكة حياته السيدة «أولا»، التي كانت معه دائما، ولم تكن تقل عنه حبا للكويت وأهلها ومن فيها. التحق السفير بيرغنر بوزارة الخارجية الألمانية عام 1989، وعمل في القسم السياسي في سفارة بلاده في لندن في الفترة من 1991 وحتى 1994، ثم اصبح نائبا لرئيس البعثة في بنما من 1994 إلى 1996، لينتقل لاحقا لوظيفة مرموقة في إدارة شؤون الموظفين بوزارة الخارجية في العاصمة الألمانية بون من 1996 وحتى 1999، اكتسب خلالها خبرة، اضافها الى خبرات القيادة الأولى كرئيس لمكتب السفارة في أبوجا، كبرى مدن نيجيريا من 1999 وإلى 2002. ثم عمّق خبراته عندما اصبح نائبا لرئيس أكاديمية الخدمة الخارجية (2002 ــ 2006)، حيث كان مسؤولاً عن تدريب 40 دبلوماسياً، وأيضاً لعلاقته ببرنامج التدريب التابع لوزارة الخارجية مع حوالي 2500 مشارك آخر في السنة. وفي عام 2006 أصبح رئيس الإدارة السياسية للسفارة الألمانية في مدريد، واستمر هناك حتى 2008، ليترأس بعدها قسم جنوب أوروبا في وزارة الخارجية الألمانية، خلال بداية أزمة اليورو التي امتدت من 2008 وحتى 2013، ليشغل بعدها حتى عام 2016، وقبل تعيينه سفيرا مفوضا في الكويت، منصب مسؤول الاتصالات والثقافة في السفارة الألمانية في واشنطن. ولد السفير بيرغنر في سبتمبر 1960، ولديه وزوجته ولد واحد، ويهتم كثيرا بالثقافة، والتاريخ، مع اهتمام بالآثار والعمارة. تأقلم السفير بيرغر سريعاً مع الجو الكويتي، وكان يستمتع بالفن والأغاني الكويتية ويتجاوب معها. كما اهتم بتمتين أواصر الصداقة والعلاقات الثقافية بين الكويت وألمانيا، وبذل جهدا في الترويج لحضارة بلاده وتشجيع الالتحاق بمعاهدها وجامعاتها العريقة. بعد خدمة امتدت لثلاث سنوات سينتقل السفير الرائع بيرغنر لوظيفة أخرى، تاركاً وراءه صداقات جميلة في الكويت، وسنبقى والكثيرون على اتصال دائم معه، فهو وزوجته من الشخصيات المحبوبة التي ليس من السهل نسيانها. بالنيابة عن كل اصدقاء ومحبي كارل وأولا، نتمنى لهما السعادة والتوفيق في حياتهما الجديدة ومهامهما القادمة. أحمد الصراف
الارشيف

Back to Top