نهاية أسطورة الفساد

«عندما تتزايد أعداد المراجعين على باب المسؤول فاعلم أن إدارته فاسدة!».

***

في أوج اشتراكية ناصر في مصر كان فيها فندقان فقط من فئة الـ«خمس نجوم»، شيراتون وهيلتون، وكانا يقعان على النيل ويتمتعان بالتساوي بكل التسهيلات والموارد البشرية واللوجستية والغذائية، فالنظام واحد والمالك واحد. ككل المشاريع «الاشتراكية» كان الفندقان يعانيان من خسائر! تسلم إدارة الشيراتون مدير عام جديد (سامي الزغبي)، فحول الخسائر لأرباح، أما الهيلتون فاستمر ضابط الجيش السابق في إدارته، لتتواصل خسائره!

***

في عرض مرئي دعتنا له بلدية الكويت يوم الخميس الماضي، فاجأني صديق بما يشبه العتاب اللطيف، من أنني «كثرت» الكتابة عن منجزات خالد الروضان في وزارة التجارة، فقلت له هذا ما ألمسه من خلال احتكاكي المستمر بالتجارة وهيئة الصناعة، فأنا أكتب من تجاربي وليس من مخيلتي. توقف حديثنا مع بدء عرض بلدية الكويت، وإعلان مديرها العام، م. أحمد المنفوحي، عن إطلاق 3 خدمات إلكترونية جديدة، اعتباراً من 1 مارس المقبل، تعلق الأول بالربط مع الهيئة العامة للصناعة، بحيث يتم إصدار رخص المناطق الصناعية عن طريقها مباشرة. وأعلن كذلك عن الربط مع وزارة الكهرباء، بحيث تعطى الموافقة الأولى من البلدية. وأعلن عن التنسيق مع وزارة الأشغال في ما يتعلق بترخيص المخرج الصحي، وكل هذه الأمور البالغة الأهمية سهلت، وستسهل كثيرا، من التعب والمعاناة وتضييع الوقت الذي كان يلقاه مراجعو هذه الجهات. وأضاف م. المنفوحي، خلال عرض «تحسين الكويت في مؤشر تراخيص البناء»، أن البلدية عملت بالتعاون مع بعض الوزارات على إضافة خدمات جديدة مثل إصدار رخصة البناء خلال يومين، كما أصبح بإمكان هيئة الصناعة إصدار تراخيص القسائم الصناعية عن طريقها، كما أصبح هناك تعاون مع الكهرباء، وأصبح الحصول على رخصة السلامة والتشوين مباشرة، دون الرجوع إلى 16 جهة، كما كان يحدث في السابق. أما تسلم حدود المبنى المراد إنشاؤه، فقد أصبح يتم خلال يوم أو يومين، وهي الخدمة الأسرع في الشرق الأوسط، وكل ذلك رفع من مستوى الكويت في مؤشر البنك الدولي الخاص باستقطاب المستثمرين الأجانب. قد لا تعني هذه «الثورة الإدارية والفنية» الشيء الكثير لغالبية المواطنين، ولكنها ستؤثر عليهم حتما مستقبلا، فهذه الثورة تحدث في جهة حكومية كانت الأكثر فسادا، فأصبحت، خلال فترة قصيرة نسبيا، وبجهود رجل واحد، واحدة من أكثر جهات الدولة تطورا، وتسارعا في اللحاق بالفرص الثمينة التي فاتتنا بسبب الفساد والهدر والإهمال. نعود لما أثاره صديقنا عن موضوع كتابتي عن إنجازات وزير التجارة لأضيف بأن البلدية تستحق إشادة ومدحا لا يقل عن مدح الأولى، خصوصا بعد أن تسلم حقيبة البلدية م. وليد الجاسم، ابن البلدية لأكثر من ثلاثين عاما، الذي لم يتوان عن دعم جهود المدير العام للبلدية في سعيه الحثيث لتحديث الإجراءات وجعلها في مصاف البلديات الأكثر رقيا والأقل فسادا. ويجب ألا أنسى في هذه العجالة الإشادة بجهود هيئة الصناعة، وما يحدث فيها أيضا من تطور متسارع وملموس. وحيث إنني مقبل، قريبا، على «مشروع بناء»، فإنني سأمر حتما بكل المراحل التي تكلم عنها م. المنفوحي، وسأكتب قريبا عن تجربتي في هذا المجال.

أحمد الصراف

a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top