الكرة في ملعب الوزارة

كتبت «عائشة حمادة»، مراقبة المدارس الخاصة في «التربية» مقالا عن التعليم الخاص. ولما تضمنه المقال من مغالطات بخصوص ما توفره الدولة من تعليم لفئة بطيئي التعلم من الأطفال، فكان هذا الرد القصير: 1 ــ ادعت السيدة حمادة بأن مدراس «التربية الخاصة» تتوافر فيها كل الاستعدادات والمدرسين والمناهج لاستقبال بطيئي التعلم! وهذا طبعا غير صحيح، وبشهادة مسؤولي هذه المدارس، حاليين وسابقين، إضافة للنقص الكبير في المدرسين الأكفاء. كما سبق أن صرح السيد سليمان الصالح، مدير إدارة التربية الخاصة في «الوطن»، بأن مشروع تخريج مدرسين لفئات الاحتياجات الخاصة لم ير النور بالرغم من ان المحاولات بدأت منذ العام 1976، معربا عن أمله في أن تسارع جامعة الكويت لتخريج أمثال هؤلاء. ونترك للقارئ المقارنة بين تصريح الخبيرة عائشة والمدير الصالح. 2 ــ تدعي السيدة حمادة إن التجهيزات المتوافرة لدى وزارة التربية، وإنها في نفس مستوى، إن لم تكن أفضل مما هو موجود في الدول المتقدمة! وخاصة من ناحية استعداد العناصر الكويتية لتطوير العملية التعليمية. ولا نود التعليق على الشق المتعلق بموضوع تميزنا على الدول الغربية، ولكن نتساءل: ألا يعني وجود النية والاستعداد للتطوير أن العملية غير مطورة؟ 3 ــ كما أن الادعاء بأن نسبة حالات المعاقين ذهنيا تقل كثيرا عن نسبة %10 غير صحيح، ولو آمنا بذلك، وقمنا فوق ذلك بتخفيض هذه النسبة الى %1 فقط فإن هذا يعني أن هناك أكثر من الفي حالة من الاطفال الذين لديهم اعاقة ذهنية من نوع او آخر لا يجدون لدى الدولة التعليم المناسب لهم بسبب غياب المنهج والمدرس والمدرسة. وتطالب السيدة عائشة بضرورة تحديد أعداد الأطفال المحتاجين، بغية وضع حلول سليمة للمشكلة، مع تحديد أنواع الاعاقات. ولا أدري من الذى منعها من معرفة الاعداد، واين كانت الوزارة منذ عام 1976، وماذا يفعل جيش موظفي الوزارة الجرار الذي بلغ، بشهادة الوزير (أحمد الربعي)، 38 ألف موظف؟

***

لقد سبق أن سعيت ومجموعة من أولياء أمور بطيئي التعلم لدى وزارة التربية للحصول على ترخيص فتح مدرسة غير ربحية. منحتنا الوزارة ما طلبنا، لكن تبين من الشروط أن الترخيص «زي قلته» لصعوبة الالتزام بشروطه المجحفة! فمن الاستحالة بمكان توفير تعليم نصف مناسب لبطيئي التعلم دون دعم حكومي، وهذا ما لم يتحقق، وبالتالي بقيت غالبية هؤلاء الأطفال في بيوت اهاليهم أو تم السفر بهم للخارج للالتحاق بمدارس متخصصة، كما حدث معي ومع كثيرين ممن أعرف.

***

كتبت المقال أعلاه في القبس في نفس هذا اليوم قبل 28 عاما، ولا تزال الكويت بلا مدرسة حكومية لبطيئي التعلم!

أحمد الصراف

a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top