إلى بابا صلاح

صدر حكم ابتدائي قبل سنتين تقريبا على الزميل صلاح الراشد بسبب تعرضه، من خلال مقال كتبه، بالنقد الشديد لتصرفات القائمين على ادارة تنفيذ الاحكام في وزارة العدل فيما يتعلق بتنفيذ حكم نفقة زوجية يتعلق بهِ وقد عاد السيد الراشد الى البلاد في بداية الاسبوع الماضي وسلم نفسه للسلطات الامنية وطالبهم بتنفيذ عقوبة السجن في حقه رافضا في الوقت نفسه العروض الاخرى التي قدمت له والتي تجنبه مشقة السجنِ ونشر في اليوم نفسه اعلان في الصفحة الاولى من بعض الصحف، وعلى لسان ابناء صلاح صالح الراشد، يعلنون فيه 'ِِ وقوفهم وراءهِِ حيث عرفوه مع الحق وقافاِِ وطالبوه بالسير على طريقه' (!!!) وتصدرت الاعلان الآية القرآنية التالية: 'الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون' (!!!)ِ واستنتج البعض، من مضمون الاعلان 'الأسري' والآية القرآنية، ان ظلما ما قد لحق بكاتب المقالات ورجل الدين وصاحب 'مكتب الراشد للاستشارات الأسرية' وان الأمر يتعلق بحرية الرأي وتعسف قانون المطبوعات.
تبين في اليوم التالي ان المذكور قد عاد الى البلاد قبل ايام من حلول شهر رمضان، وهو الشهر المعروف بالرحمة والعفوِ وتبين ايضا بانه سبق وان اعترض قضائيا على حكم محكمة الدرجة الأولى، وذلك عندما قام باستئناف الحكم، وكان على علم تام بأن موعد النظر في استئنافه قد تحدد بعد يوم واحد فقط من تسليم نفسه للسلطات الامنيةِ وقد قامت محكمة الاستئناف بالفعل يوم 20/11 بإيقاف تنفيذ الحكمِ وفور صدور حكم محكمة الاستئناف قام السيد الراشد بنشر اعلان مدفوع كلفه آلاف الدنانير في عدد من الصحف وجه فيه الذم للذين تقاعسوا عن الوقوف معه وشكر من وقف معه، والآن:
1 ـ كيف نقبل فكرة نشر اعلان 'عائلي' يقف فيه ابناء السيد صلاح الراشد معه وهو يعلم تمام العلم بانه لم يكن مجبرا على الاطلاق على الذهاب الى السجن؟!
وكان بإمكانه الاستعاضة عن ذلك بخدمة مجتمعية معينة تؤدى دون ضجة ليوم واحد ودون اعلانات صحفية مكلفة، انتظارا لحكم محكمة الاستئناف، علما بان الموضوع يتعلق بنفقة زوجية، وخلاف عائلي بحت ولا علاقة له بحرية الرأي وقانون الصحافة ولا من يحزنون! أم أن الامر الذي لا يزيد عن دعاية شخصية وبحث عن الشهرة تمثيل ساذج لدور المظلوم؟
2 ـ كيف استساغ السيد صلاح الراشد، وهو المتخصص في الامور الدينية والتي تفترض ترفعا عن الكثير من الامور الدنيوية ان يتقدم بالشكر، من خلال اعلان مدفوع الاجر، اقل ما يمكن ان يقال فيه بان اعلانا غريبا وعجيبا وضع عليه صورة شخصية كبيرة له، ان يشكر مكتب الراشد للتنمية الاجتماعية لوقوفه معه وهو مكتب يخصه وتابع له ويدار مباشرة و'بالريموت' من قبله؟
3 ـ ولماذا استنكر موقف 'الفضائيات العربية' من قضيته الشخصية التي لا علاقة لحرية الرأي بها حيث انها مجرد قضية عداوة شخصية بينه وبين جهة أرادت تنفيذ احكام قضائية في حقه؟ ولماذا اقحم الاتحاد الوطني لطلبة الكويت والجمعيات النسائية ومنظمات حقوق الانسان العالمية في موضوعه الشخصي وكال لها الهجوم في اعلانه المدفوع؟
ولماذا كل هذا 'التواضع' الجم في هذه القضية، او المسرحية، والتهجم على شبكات التلفزيون الفضائية العربية ومنظمات حقوق الانسان العالمية لعدم سماعها بقضيته وتحركها السريع لنصرته، علما بان الأمر كله لم يستغرق اكثر من يوم واحد؟ من المهم هنا التنويه بذكاء غالبية الكتاب المتزمتين فكريا وسياسيا، ومن جماعة السيد الراشد، حيث لم يحاولوا اقحام انفسهم في قضيته، ونأوا بأنفسهم عنها لمعرفتهم المسبقة ان في الأمر ما يريب!
ونستغرب في الوقت نفسه تسرع جمعية الخريجين في اصدار بيان تأييد له قبل تحري الامر بدقة اكبر.
ونأمل ان تقوم وزارة العدل باصدار توضيح بخصوص ملابسات هذه القضية منعا لاية محاولة للاساءة، حتى غير المباشرة، لجهازنا القضائي، وذلك لقطع الطريق مستقبلا على كل من تسول له نفسه تسخير زاويته الصحفية في الاساءة للغير تحقيقا لمصالح شخصية بحتة!
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top