بصراحة، مرة ثانية!
يقول السعودي "البريك": الرافضة لا يقيمون وزنا لمساجد المسلمين ولكنهم يقيمون الدنيا لأجل مقامات الشرك عندهم. فحري بالمجاهدين تسوية مقاماتهم بالأرض وطمس معالمها. ويقول أبو بكر البغدادي: نبشركم بإعلان تمدد الدولة الإسلامية إلى بلاد الحرمين واليمن.. فيا ابناء الحرمين سلوا سيوفكم، فلا مكان للمشركين في جزيرة "محمد"...سلوا سيوفكم وعليكم أولا بالرافضة وآل سلول، قبل الصليبين وقواعدهم. ويقول المصري "محمد الزعبي": اللهم عليك بالروافض، اللهم جمد الدماء في عروقهم وبطونهم اللهم سلط عليهم السرطان، وتحمي مصر منهم، فهم أشد من القاعدة ومن التكفيريين. ويقول الداعية محمد حسان، مخاطبا "محمد مرسي": يا سيادة الرئيس، أناشدك أن لا تفتح أبواب مصر الطاهرة للرافضة. ويقول المصري "محمد صابر" في قناة صفا: إحنا عندنا سرطان مستشري في جسد الأمة، هذا السرطان اسمه "شيعة"، كلهم سرطان، دون استثناء. نكتفي بهذه المقتطفات التي يوجد ما يماثلها الكثير جدا، والأشد تطرفا وعنفا، وما يماثلها طبعا، وبنفس العنف، من الجانب المضاد، فلكل طرف قنواته ومنابره. إن الاختلاف بين الطوائف الإسلامية ليس بالأمر الجديد، فقد كانت هناك مذابح تاريخية بين الحنابلة والشوافع، وبينهم وغيرهم، وضد الشيعة ولكنها كانت غالبا محصورة ضمن مناطق محدودة. ولكن مع تقدم وسائل الاتصال، وبقاء نسب الأمية بيننا كما هي، اصبح الخلاف الطائفي أكثر انتشارا، وعنفا. يقول الزميل فؤاد الهاشم في تغريدة له: الخليجي خادمته مسيحية، سائقه بوذي، مربية ابناءه هندوسية، وكل هذا مثل العسل على قلبه، ومع ذلك يقول عن جاره الخليجي الشيعي أنه كافر. والآن، وبصراحة، على ماذا يكره بعض السنة كل الشيعة هذا الكره، بحيث تعدت كراهيتهم لهم لأي مكون آخر، صهيونيا كان أم هندوسيا، بحيث أصبح القضاء عليهم وإفنائهم اولوية قصوى؟ ويصبح الجواب أكثر صعوبة عندما نعلم أن الشيعة، بشكل عام، يؤمنوا بنفس ما يؤمن به السنة تماما، ويختلفوا عنهم في اعتقادهم بان الخلافة كان يجب ان تكون لعلي وليس لغيره، وأنهم يؤمنوا بعصمة أئمتهم. كما لهم مثل الاباضية والزيدية والإسماعيلية والشافعية والأحناف وغيرهم طقوسهم وأحكامهم التي تختلف غيرهم. كما إشتهروا باختلاف بعض كلمات أذانهم، ولهم أضرحة يزروها، وغير ذلك من أمور، فهل مثل هذه الاختلافات، او عدم محبتهم لعائشة أو معاوية كاف لجعلهم "فجأة"، بكل تلك الخطورة الدينية والسياسية والعسكرية؟ ولماذا لم يكونوا كذلك قبل "البترودولار"، وقبل أن تبدي إيران طموحاتها السياسية؟ وهل هذه اختلافات تكفي لأن يدعى عليهم بقطع النسل وتجفيف دمائهم عروقهم، وحتى بطونهم؟ ألا تؤهلنا مواقفنا الدموية، وآرائنا المضحكة، وتصميمنا على قتل بعضنا البعض بسبب أمور "هامشية" لأن نكون اضحوكة العالم وسادة الكوميديا السوداء؟ ألا نستحي من عجزنا أن نكون مثل بقية البشر؟