ما قاله القصيمي
لم يتعرض كاتب للتجاهل كالسعودي الراحل "عبدالله القصيمي"، ولسنا في معرض شرح أسباب ذلك، فالحيز ضيق والمحاذير كثيرة.
يقول القصيمي، بقليل من التصرف: كل الأمم عرضت تاريخها للنقد إلا نحن. كل الأمم نزعت القداسة عن تراثها إلا نحن. كل الأمم تتطلع إلى مستقبل يقطع مع مساوئ ماضيها إلا نحن. كل الأمم ترى أن الدين لله والوطن للجميع إلا نحن. كل الأمم تجاوزت الفصل بين السياسة والدين إلا نحن. كل الأمم تعشق الفنون والثقافة وتحترم المرأة إلا نحن، نؤسس لثقافة القبور وغسل الموتى وتغليف المرأة. كل الشعوب تلد أجيالا جديدة، إلا نحن نلد آباءنا وأجدادنا، ونغرس طبائعهم في أبنائنا، نطالبهم بالتمسك بها والحفاظ عليها؛ لذا الشعوب تتطور ونحن نتخلف. نرفض نزع هالة القداسة عن تاريخنا، أو نعرضه للنقد لنتجاوز ما خلفه من ارث قد لا يخدمنا اليوم، أو لتجنب أخطاء تاريخية كانت سببا في تشتتنا وتقسيمنا الى اوصال تسببت في ضعفنا ولربما في ضياعنا. لا نقبل ان نطور ثقافتنا بما يلائم واقع كل مرحلة خلقت اجيالا استطاعت ان تتعامل مع الواقع وما يحمله الا نحن، لم نستطع خلق جيل يتعامل مع واقع اليوم في وجوده ودوره لاننا لم نستطع ان نصنع حاضرا ليكون اساسا لمستقبل قادم ودرسا من دروس التاريخ. نمجد ابائنا واجدادنا نتغنى بامجادهم ونغطي مساوئهم، فأصبحنا اسرى لما هم خلفوه من ارث بكل ما حمله هذا صالح وطالح، ولم نستطع ان نجدد الحياة بما يتلائم ويومنا. "... اسرنا انفسنا نتيجة تشبثنا بماضينا على حساب حاضرنا ومستقبلنا. علينا أن نحترم واقعنا بما فيه من تنوع في تسمياتنا وان نسعى لخلق حاضر يكون درسا من دروس التاريخ واساس لمستقبل تطوره الاجيال القادمة نحو الافضل بتبني برامج تؤسس للحاضر والمستقبل وان لاتكون اسيرة الماضي واحلام لم يحققها تاريخنا البعيد ولا مستقبلنا القادم يستطيع تحقيقها، برامج تؤسس لدورنا الوطني كشعب ذو تسميات متعدد ولكن بلون ورائحة واحدة امام الواقع الوطني. وما نتمناه ان نكون حريصين على مشاعر شعوبنا التي انهكتها المآسي وان لاتضاف خيبة امل اخرى على ما يحمله من ثقل اثقل كاهله في اداء مؤسساتنا في نهجها واعلامها، لاننا اليوم بحاجة الى ان نطور واقعنا بما نشترك به جميعا. نصف المآسي تأتي عندما لا تكون القيادة بمستوى الحدث في المسؤولية التي تحملها تجاه من تقودهم. نتمنى من الجميع ان لا يعتقدوا انهم يتعاملون مع شعب لا يقرأ بين السطور، وانما شعبنا الذي عاش الويلات والغدر والمآسي يستطيع ان يفرق بين الصالح والطالح وبين من يحقق مصالحه ومن يريد الصعود على الاكتاف من اجل تحقيق مصالحه الخاصة والكلام المعسول والوعود الوردية..."! ***************** كتب القصيمي هذا النص قبل نصف قرن تقريبا، ولكن كل ما دعا له لم يتحقق شيئ منه، فمات عن تسعين عاما، ملموما محسورا! أحمد الصرف ما قاله القصيمي لم يتعرض كاتب للتجاهل كالسعودي الراحل "عبدالله القصيمي"، ولسنا في معرض شرح أسباب ذلك، فالحيز ضيق والمحاذير كثيرة. يقول القصيمي، بقليل من التصرف: كل الأمم عرضت تاريخها للنقد إلا نحن. كل الأمم نزعت القداسة عن تراثها إلا نحن. كل الأمم تتطلع إلى مستقبل يقطع مع مساوئ ماضيها إلا نحن. كل الأمم ترى أن الدين لله والوطن للجميع إلا نحن. كل الأمم تجاوزت الفصل بين السياسة والدين إلا نحن. كل الأمم تعشق الفنون والثقافة وتحترم المرأة إلا نحن، نؤسس لثقافة القبور وغسل الموتى وتغليف المرأة. كل الشعوب تلد أجيالا جديدة، إلا نحن نلد آباءنا وأجدادنا، ونغرس طبائعهم في أبنائنا، نطالبهم بالتمسك بها والحفاظ عليها؛ لذا الشعوب تتطور ونحن نتخلف. نرفض نزع هالة القداسة عن تاريخنا، أو نعرضه للنقد لنتجاوز ما خلفه من ارث قد لا يخدمنا اليوم، أو لتجنب أخطاء تاريخية كانت سببا في تشتتنا وتقسيمنا الى اوصال تسببت في ضعفنا ولربما في ضياعنا. لا نقبل ان نطور ثقافتنا بما يلائم واقع كل مرحلة خلقت اجيالا استطاعت ان تتعامل مع الواقع وما يحمله الا نحن، لم نستطع خلق جيل يتعامل مع واقع اليوم في وجوده ودوره لاننا لم نستطع ان نصنع حاضرا ليكون اساسا لمستقبل قادم ودرسا من دروس التاريخ. نمجد ابائنا واجدادنا نتغنى بامجادهم ونغطي مساوئهم، فأصبحنا اسرى لما هم خلفوه من ارث بكل ما حمله هذا صالح وطالح، ولم نستطع ان نجدد الحياة بما يتلائم ويومنا. "... اسرنا انفسنا نتيجة تشبثنا بماضينا على حساب حاضرنا ومستقبلنا. علينا أن نحترم واقعنا بما فيه من تنوع في تسمياتنا وان نسعى لخلق حاضر يكون درسا من دروس التاريخ واساس لمستقبل تطوره الاجيال القادمة نحو الافضل بتبني برامج تؤسس للحاضر والمستقبل وان لاتكون اسيرة الماضي واحلام لم يحققها تاريخنا البعيد ولا مستقبلنا القادم يستطيع تحقيقها، برامج تؤسس لدورنا الوطني كشعب ذو تسميات متعدد ولكن بلون ورائحة واحدة امام الواقع الوطني. وما نتمناه ان نكون حريصين على مشاعر شعوبنا التي انهكتها المآسي وان لاتضاف خيبة امل اخرى على ما يحمله من ثقل اثقل كاهله في اداء مؤسساتنا في نهجها واعلامها، لاننا اليوم بحاجة الى ان نطور واقعنا بما نشترك به جميعا. نصف المآسي تأتي عندما لا تكون القيادة بمستوى الحدث في المسؤولية التي تحملها تجاه من تقودهم. نتمنى من الجميع ان لا يعتقدوا انهم يتعاملون مع شعب لا يقرأ بين السطور، وانما شعبنا الذي عاش الويلات والغدر والمآسي يستطيع ان يفرق بين الصالح والطالح وبين من يحقق مصالحه ومن يريد الصعود على الاكتاف من اجل تحقيق مصالحه الخاصة والكلام المعسول والوعود الوردية..."! ***************** كتب القصيمي هذا النص قبل نصف قرن تقريبا، ولكن كل ما دعا له لم يتحقق شيئ منه، فمات عن تسعين عاما، ملموما محسورا! أحمد الصرف